قررت الحكومة الفرنسية فرض التعبئة في البلاد وخاصة باريس، بعد دعوة “السترات الصفراء” لمظاهرات كبرى غدًا، رغم الوعود الحكومية المنادية بالتهدئة.
ونقلت وكالة “فرانس برس”، اليوم الجمعة 7 من كانون الأول، عن رئيس الحكومة، إدوار فيليب، قوله، إنه سيتم السبت تعبئة 89 ألف شرطي بعد أن كانوا 65 ألفًا، منهم 8 آلاف في باريس وحدها”، وذلك خوفًا من تكرار أعمال الشغب التي شهدتها المدينة الأسبوع الماضي.
وتشهد المدن الفرنسية منذ ثلاثة أسابيع احتجاجات واسعة نظمتها حركة “السترات الصفراء”، احتجاجًا على ارتفاع أسعار الوقود، ورفضًا لسياسية ماكرون بشكل عام، ومقابل ذلك وعدت الحكومة بإلغاء الزيادة الضريبية على الوقود تنفيذًا لمطالب المتظاهرين.
لكن حركة “السترات الصفراء” دعت إلى مظاهرات كبرى غدًا السبت، بما يظهر عدم الرضى عن التحركات الحكومية، ما دعا الأخيرة لاتخاذ خطوات أمنية مشددة، خوفًا من عودة الفوضى إلى الشوارع.
كما دعت الحركة أصحاب المتاجر في العاصمة باريس وخاصة الشانزليزيه، إلى إغلاق متاجرهم غدًا، بعد أن قررت الحكومة إغلاق برج إيفيل وعدد من المتاحف، خوفًا من أي أذى يلحق بها.
وتحدث القصر الرئاسي قبل يومين عن خشيته من عودة أعمال العنف إلى شوارع باريس، رغم تقرير الحكومة إلغاء الزيادة الضريبية على الوقود للعام المقبل، الأمر الذي طالبت به حركة السترات الصفراء.
خطاب رئاسي
وفي غضون ذلك، قال رئيس الجمعية الفرنسية، ريشار فيران، اليوم، إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، سيلقي خطابًا مطلع الأسبوع المقبل، للرد على المظاهرات التي تنظمها “السترات الصفراء”.
وأضاف فيران أن اختيار ماكرون لموعد الخطاب المرتقب هو لتجنب “صب الزيت على النار”، في إشارة لمظاهرات الغد، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وتوسعت رقعة الاحتجاجات في المدن الفرنسية، لتشمل طلاب المدارس والجامعات والفلاحين والسائقين، مع وجود انتقادات لاذعة لسياسة الرئيس ماكرون والعجز الحكومي عن استيعاب المطالب الشعبية.
وقالت الوكالة إن نحو 200 ثانوية ومعهدًا وبعض الجامعات شهدت إغلاقًا أمس الخميس، مع تحول معظم التظاهرات إلى أعمال شغب وإحراق سيارات، إلى جانب اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة.
واعتقلت الشرطة الأسبوع الماضي، نحو 300 شخص، بعد إصابة مئة آخرين بينهم 20 من أفراد الشرطة والأمن، الأمر الذي دفع الأخير لمواجهة الاحتجاجات بخراطيم المياه وإطلاق قنابل صوتية وغاز مسيل للدموع في شارع الشانزليزيه وبالقرب من متحف اللوفر الشهير.
وفي شارع الشانزيليزيه، المنطقة الأشهر في مدينة باريس، أقدم المحتجون الأحد الماضي، على حرق السيارات والمباني والاعتداء على قوس النصر وهو من أهم المعالم في فرنسا، ما أسفر عن دمار جزئي في ذلك المعلم، وفقًا لوكالة “رويترز”.
كما أقدم المحتجون الملثمون على تحطيم النوافذ والسيارات في الأسواق الأشهر في مدينة باريس، مثل متجر جديد لـ “آبل” ومتاجر فاخرة لـ “شانيل” و”ديور”، بعد إخلاء تلك المناطق من قبل الشرطة واتساع رقعة الاحتجاج.
وقالت رئيسة بلدية الدائرة الثامنة في باريس، جان دوتسير، ”نعيش حالة من التمرد ولم أر في حياتي شيئًا كهذا“.
ووصلت رقعة الاحتجاج إلى شمال وشرقي البلاد، مع إغلاق عدد من محطات القطارات وإغلاق طريق المطار في مدينة الريفييرا الساحلية، إلى جانب حرق مقر للشرطة في بلدة بوي أون فيلاي بوسط فرنسا، بحسب “رويترز”.
وبدأت موجة الاحتجاجات في 17 من تشرين الثاني الماضي، بعد دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي ضد رفع أسعار الوقود في البلاد، لتبدأ بعدها إغلاق الطرقات تعبيرًا عن احتجاجهم على سياسة الرئيس ماكرون.