حسام الجبلاوي – ريف اللاذقية
منذ انتهاء معركة كسب الأخيرة التي أطلقتها فصائل إسلامية في ريف اللاذقية، تطرأ متغيرات جديدة بين الآونة والأخرى على خارطة التشكيلات العسكرية المحسوبة على الجيش الحر واندماجها، وسواء كانت هذه الاندماجات حقيقية وفاعلة أم مجرد بيانات لتنسيق الدعم اللوجستي والعسكري، فإن تساؤلات أثيرت مؤخرًا حول تأخر الحر في مواكبة الجبهات الأخرى في القتال.
وفي الوقت الذي ينظر إلى شعبية الجيش الحر بأنها تراجعت في المنطقة لصالح الكتائب الإسلامية بعد نجاح الأخيرة بقيادة آخر معركتين في جبهة الساحل (عائشة أم المؤمنين، ومعركة الأنفال)، تحاول كتائب الحر الدخول في تشكيلات موحدة جديدة بدأت بإعلان الفرقة الأولى الساحلية، ثم الفرقة الساحلية الثالثة ولواء النصر في الساحل، وأخيرًا تشكيل لواء السلطان عبد الحميد قبل أيام.
عنب بلدي توجهت بهذه التساؤلات لقائد الفرقة الأولى الساحلية، النقيب محمد الحاج علي، الذي أوضح بدوره «أن الجيش الحر كان مشاركًا في الحقيقة في هذه المعارك لكن ضعف إعلامه وعدم توحده سابقًا ساهما في تهميش دوره”.
ورغم أن آخر معركة أطلقها الجيش الحر (أمهات الشهداء) تعود إلى قرابة 10 أشهر واستمرت ليومين فقط، إلا أن النقيب محمد يرى أن السبب الرئيسي لذلك هو «ضعف الإمكانيات والعتاد المقدم للجيش الحر في هذه الجبهة نافيًا معرفته الشخصية بأي طرف أو جهة تعيق فتح الجبهة”. في المقابل تحدث النقيب صراحةً عن صعوبة الوضع العسكري الحالي في الجبهة «فالنظام حصّن جميع نقاطه بشكل كبير كما يشكل امتداد الجبهة لمسافات كبيرة واحتياجها لعدد كبير من المقاتلين لتغطيتها عائقًا إضافيًا”.
وعن التساؤلات التي تطرح حول فقدان الحر لقاعدته الشعبية مقابل الفصائل الأخرى نفى الحاج علي هذه الأقاويل مؤكدًا أن «المقاتلين هم أبناء المنطقة أنفسهم، فكيف يتكلم الإنسان عن نفسه؟”.
في سياق متصل أكد رئيس المكتب السياسي والعلاقات العامة في الفرقة الساحلية الثالثة السيد فراس الحجي أنّ “الخطوة الجديدة التي تمضي بها كتائب الجيش الحر في المنطقة هي خطوة في الاتجاه الصحيح فالتوحد يخلق قوة وهو ما من شأنه مقاومة أي ضغوط مستقبلية”.
وأكد الحجي «وجود مشروع حقيقي لصهر الفصائل الكبيرة في تجمع واحد قادر على قيادة العمل العسكري».
في المقابل رأى الناشط الإعلامي طارق وهوب أن سبب الاندماجات الأخيرة هو في الحقيقة بسبب قلة الدعم العسكري المقدم للفصائل في هذه الجبهة “فالكتائب خضعت لفترات طويلة لشروط الداعمين وهو ما تسبب بتعطيل العمل في هذه الجبهة”.
وللجهات المانحة أجندات سياسية لتصفية الحسابات بين فترة وأخرى مع النظام السوري، وهدفها في النهاية ليس خدمة المعارضة السورية بل إقامة ما أسماه الناشط «توازنات على الأرض بين المعارضة والنظام لإطالة أمد المعركة”.
ودعا الناشط “الجميع إلى ضرورة الاعتماد على توحيد الجهود والخروج عن التبعية لقلب التوازنات في الجبهة”.
يذكر أن آخر معركة أطلقها الجيش الحر تعود للشهر الثالث من العام الماضي من خلال معركة «أمهات المؤمنين” بالتوازي مع معركة الأنفال، واستمرت لـ 3 أيام دون أن تنجح بتحقيق أي تقدم.