تفجيرات حي عكرمة الموالي .. «هناك من لا يريد لحمص أن تهدأ»
حمص – أمير الحمصي
شهد حي عكرمة في مدينة حمص يوم الخميس 22/1/2015 قرابة الساعة الواحدة ظهرًا، تفجيرًا بسيارة مجهزة بـ 150 كغ من المواد شديدة الانفجار، حسب تصريحات قيادة شرطة محافظة حمص، ما أدى إلى سقوط 6 قتلى وقرابة السبعين جريحًا قسم كبير منهم من الأطفال والنساء، بحسب مدير صحة حمص، بالإضافة لعدد من عناصر الأمن والجيش لم يُصرح بعددهم.
وقد وقع التفجير في نقطة التقاء شارع الحضارة بشارع العشاق، وهو مكان معروف بانتشار المقاهي والمحلات التجارية فيه، ويسبقها حاجزٌ لقوات النظام يبعد عنها قرابة المئة متر، وهي منطقة يرتادها الزبائن من الأحياء المعارضة للتبضع.
وفيما وجّه النظام (على لسان رئيس مجلس الوزراء) أصابع الاتهام إلى كتائب المعارضة المسلحة، ووصف التفجير بأنه ردٌ من قبل «التنظيمات الإرهابية» على المصالحات الوطنية في حمص، في إشارة إلى المساعي الجارية لإتمام اتفاق تسوية في حي الوعر، انقسم مؤيدو النظام بين مشكك أو متهم للمعارضة، بينما اتهم ناشطو المعارضة الشبيحةَ بارتكاب هذا التفجير.
يستغرب عمار، وهو طالب جامعي موالِ للنظام، كيف تحدث هذه التفجيرات بشكل متكرر في الأحياء الموالية رغم «وعود الجهات المختصة» بإيقافها، ويتساءل في حديثه مع صديق له في أحد الأحياء المعارضة «أحياؤكم لا يحدث فيها هذا الأمر، بدأت أشك فعليًا أن هناك من هو في صفوفنا ﻻ يريد لحمص أن تستقر، وتحدث المصالحة»، فقد تعرض حي عكرمة (الموالي) لتفجير مزدوج استهدف مدرسة مطلع تشرين الأول من العام الماضي أدى لوقوع أكثر من 45 قتيلًا، معظمهم من أطفال المدرسة، أعقبته حالة احتقان كبيرة في صفوف المؤيدين للنظام في تلك المناطق.
من جهة أخرى، توقع بعض ناشطي الثورة حدوث مثل هذه التفجيرات منذ لحظة إعلان الهدنة في حي الوعر الذي تسيطر عليه قوات المعارضة، فيقول لؤي، وهو طالب جامعي، “يمكن جدًا أن يحدث في الأيام القادمة تفجير، ترقبوا، فكلما حدثت هدنة في الوعر وقع انفجار في أحياء الموالين، هناك من ﻻ يريد لحمص أن تهدأ».
وفي حديث مع أحد ناشطي الثورة في حي الوعر ويدعى أبو هادي، يقول «ﻻ أحد في الوعر لديه مصلحة بحدوث تفجير الآن في أحياء النظام، يدخل لحينا مساعدات وطعام، وهناك وقف لإطلاق النار، ما يعني راحتنا من القصف المستمر».
ويضيف أبو هادي إلى أن كل تفجير كان يستهدف أحد أحياء النظام في السابق تعقبه حملة من القصف على «أحيائنا»، في إشارة منه إلى أن جهات او تشكيلات مسلحة موالية للنظام من مصلحتها أن تستمر حالة الاشتباكات بين قوات المعارضة وقوات النظام في حي الوعر، «لأنهم يشكلون ما يعرف بتجار الحروب».
الجدير بالذكر، أنه على خلاف التفجيرات السابقة التي استهدفت أحياءه، لُوحظ في هذا التفجير غياب ردة الفعل هذه من قبل قوات النظام حتى إعداد هذا التقرير، حيث بقي وقف إطلاق النار ساريًا في حي الوعر، ما يمكن اعتبارها مؤشرًا على أرض الواقع لعدم تحميل النظام للفصائل المعارضة في حمص مسؤولية التفجير.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :