محمد النجار
نظّم عشرات الناشطين السّوريّين اعتصامًا اليوم الأحد 25 كانون الثاني، في ساحة الديمقراطية في مدينة غازي عينتاب التركيّة، رفعوا فيه لافتاتٍ تذكّر بالمعتقلين وصورهم ومعاناتهم، وعرضوا عددًا من الوضعيّات التي يعيشها المعتقل في زنزانته.
الناشطة ياسمين، المشاركة في الفعالية، أفادت أنّ الاعتصام يندرج تحت أنشطة حملة «أنقذوا البقيّة»، وهي حملة ميدانية وإعلامية تهدف للتذكير بالمعتقلين المغيّبين في السجون والأقبية الأمنية التّابعة لنظام الأسد، وأكّدت أن الحملة تسعى لإعادة قضية المعتقلين للصدارة بعد انطلاقها منذ فترة في دمشق وتستمر أنشطتها في عدد من المدن الأخرى حول العالم.
بدورها قالت الناشطة سوزان أحمد لعنب بلدي، إنّ التحضير للحملة يتمّ على مختلف المستويات القانونية والتنسيقية والإعلامية، وتضيف “بدأ النشاط السلمي عن طريق توزيع قصاصات ورقية تحمل في جانبها الأول شكل نقود ورقية من فئة الـ 500 ليرة، وفي جانبها الآخر عبارات تذكر بالمعتقلين في أكثر من عشرة أحياء في العاصمة دمشق”.
ولم يقتصر الاعتصام على رفع اللافتات، وإنما قام الناشطون بعرض عدد من أشكال التعذيب التي يتعرّض لها المعتقلون داخل السجون بصورة تمثيليّة، كحالات الشبح والدولاب والكرباج.
وتمنى فؤاد أحد المشاركين والمعتقلين السابقين أن تجد رسالتهم مكانها لتوصل صوت المعتقلين إلى العالم، وأكّد أنّ هدفهم من الرسالة إيصالها إلى منظمات حقوق الإنسان ومؤسّسات المجتمع المدني، لا إلى النّظام الذي يقمع حتى الحقوق الأساسيّة للإنسان حتّى ما قبل الثورة.
أمّا فارس وهو أحد اليافعين المشاركين في عروض الاعتصام، فاعتبر اعتصامه اليوم لإيصال “صوت المعتقلين لأنهم أكثر أشخاصٍ منسيّين في الثورة” حسب تعبيره، واصفًا المعتقل بأنّه أكبر “جرح” في الثورة السوريّة.
ورغم أعداد السوريين الكبيرة المتواجدة في عينتاب والتي تفوق النصف مليون سوري، إلا أن أعداد المعتصمين كانت خجولة جدًا وغير متوقّعة إذ لم تتجاوز 200 شخص في ميدان الديمقراطية.
يذكر أنّ إحصائياتٍ محلية ودوليّة مختلفة أشارت إلى وجودِ أكثر من 200 ألف معتقل في سجون النظام بينهم الآلاف من النساء والأطفال، وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان تم توثيق مقتل نحو 2000 شخص منهم تحت التعذيب، في العام الفائت فقط.