شهدت قرى وبلدات في ريف إدلب الغربي اشتباكات بين “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير”، ما أدى إلى مقتل مدنيين وعسكريين.
وقال مصدر أهلي من ريف إدلب الغربي (طلب عدم ذكر اسمه) اليوم، الثلاثاء 4 من كانون الأول، إن المواجهات بين الطرفين جاءت بعد فتح مقر لـ”حركة أحرار الشام” (المنضوية في الجبهة الوطنية) في قرية جدرايا، الأمر الذي رفضته “تحرير الشام” وحشدت قواتها لمنع الأمر.
وأضاف المصدر أن اشتباكات دارت بين الطرفين بالأسلحة الثقيلة في عدة قرى بريف إدلب بينها إنب، جدرايا، ما أدى إلى مقتل عسكريين في “تحرير الشام” ومدنيين من قرية جدرايا.
وبحسب المصدر، اتفق الطرفان، صباح اليوم، على جلسة لحل الخلاف، مشيرًا إلى أن الاشتباكات تجددت دون وضوح الاتفاق الذي يدور الحديث عنه.
ولم يعلق الطرفان بشكل رسمي على المواجهات بينهما حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
بينما قالت وكالة “إباء” التابعة لـ”تحرير الشام”، أمس الاثنين، إن “أحرار الشام” استقدمت تعزيزات إلى قرية جدرايا لفتح مقر عسكري، “رغم رفض الأهالي الأمر”.
وأضافت أن “أحرار الشام” استهدفت قريتي إنب وجدرايا، بالرشاشات الثقيلة تمهيدًا لاقتحامها، ما أدى إلى مقتل عدد من العناصر من الطرفين.
خلاف حول المجلس المحلي
مصدر أهلي آخر من جدرايا قال لعنب بلدي إن الخلاف بين الطرفين أصله المجلس المحلي في القرية، حيث تم تشكيل مجلسين أحدهما لـ”تحرير الشام” والآخر لـ”الجبهة الوطنية”.
وأضاف المصدر أنه “على إثر الخلاف تم وضع مقر للجبهة الوطنية لدعم المجلس وفي نفس الوقت فإن تدخلات الهيئة بشؤون القرية زادت خلال الفترة الماضية”.
وأوضح أن الاشتباكات التي حصلت هي تراكمات وخلافات سابقة، مشيرًا إلى أن “تحرير الشام” تحاول فرض السيطرة على المنطقة.
وتحظى قرية جدرايا بأهمية كبيرة في الريف الغربي لإدلب، نظرًا لموقعها، فهي قريبة من مدينة جسر الشغور ومتداخلة مع قرى الريف الغربي لحماة.
وليست المرة الأولى التي تندلع فيها مواجهات بين الفصائل في إدلب، بل سبقتها عدة حوادث أبرزها العام الماضي في أثناء سيطرة “تحرير الشام” على معظم مناطق إدلب.
توتر أمني
وقال المصدر إن ريف إدلب الغربي يشهد توترًا أمنيًا كبيرًا في الوقت الحالي، إذ سيطرت “تحرير الشام” على قرية جدرايا وتمهد للسيطرة على قرية الصحن.
وأضاف أن امرأة وطفلًا أصيبا خلال المواجهات، بينما قتل عنصر من “تحرير الشام”، لافتًا إلى أن الحصيلة المذكورة أولية.
وتتزامن المواجهات الحالية مع حشود تستقدمها قوات الأسد إلى محيط إدلب وريف اللاذقية الشمالي، في خطة لبدء عملية عسكرية في الأيام المقبلة، بحسب ما قالت شبكات موالية.
وكانت “تحرير الشام” رفعت جاهزيتها على الجبهات العسكرية الفاصلة مع قوات الأسد في محافظة إدلب، بعد استقدام الأخيرة لتعزيزات إلى ريف اللاذقية.
وقال مدير العلاقات الإعلامية لـ”تحرير الشام”، عماد الدين مجاهد، أمس، إن “تحرير الشام” رفعت الجاهزية فقط على مختلف جبهات إدلب، إلى جانب جبهات ريف اللاذقية الشمالي.
وشهد الشمال السوري عدة توترات بين فصيلي “تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام”، ما أدى إلى نزاع مسلح بين الطرفين أدى لمقتل وجرح العديد من عناصر الفصيلين.
وسيطرت “تحرير الشام” على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، في تموز 2017، بعد اقتتال دام لأيام مع “أحرار الشام”.
–