أخلت السلطات التركية يوم الأربعاء 21 كانون الثاني الجاري، عشرات السوريين من مبنى سكني في حي زيتين بورنو بمدينة اسطنبول؛ وذلك بعد قرار من بلدية الحي بهدمه بالإضافة إلى عدة أبنية مجاورة.
قرار السلطات التركية كان مفاجئًا للعوائل التي تعيش في البناء، إذ لم تمضِ فترة طويلة على وجودهم فيه لقاء مبالغ كبيرة بالنسبة لوضعهم المادي السيء، دفعوها لرجل ادعى أنه مهندس في بلدية الحي ووعدهم بإبقائهم في البناء.
وقال محمد مجاهد، وهو أحد السوريين المتضررين في حديثٍ إلى عنب بلدي إن “المبنى مؤلف من 4 طوابق و 14 شقة يسكن فيه 120 سوريًا، وهو واحد من بين 3 أبنية يسكنها سوريون دخلت حيز الهدم بقرار من بلدية اسطنبول”، ضمن خطة تدعى “التحول الحضري”.
وأضاف مجاهد “القصة تبدأ منذ عدة أشهر حين عرض علينا رجل تركي يدعي أنه مهندس أن نسكن البناء لقاء مبلغ مالي (فروغ) يترواح مابين 1500 و2500 ليرة تركية ليغص المبنى بحوالي 30 عائلة سورية”، مشيرًا إلى أن الرجل “يأتي كل شهر لاستلام ضرائب الكهرباء والماء من كل شقة وقدرها 200 ليرة تركية”.
لكن الشرطة والدفاع المدني التركي طلبوا من العوائل الخروج قبل أيام، ثم أجبروهم على ذلك يوم الأربعاء بعد “صدامات كادت أن تصبح عنيفة” تخللها تهديد من أحد السكان بإلقاء ابنه من النافذة كما يقول مجاهد، الذي أضاف أن “الشرطة كسرت بعض جدران البناء ونوافذه وأبقونا في الشارع؛ معنا امرأة مسنة مبتورة الساق وهي في الشارع أيضًا”.
وشهدت الحادثة تصعيدًا لافتًا تمثل في اعتصام للسوريين أمام بناء البلدية في زيتين بورونو أمس الخميس، إلا أن المعتصمين لم يحصلوا على نتائج وسط غياب واضح لمؤسسات المعارضة الموجودة في اسطنبول، بما فيها الائتلاف.
يقول محمد عوف وهو أحد شهود العيان “حاولنا الوصول للائتلاف المعارض ولم نستطع، كما تكلمنا مع عدة منظمات بما فيها رابطة علماء الشام دون أي جدوى”، وأضاف “مساء أمس قدمنا الشكوى لرئيس البلدية واتصلنا بالسيد غزوان المصري (رجل أعمال سوري تركي)، إضافة إلى منظمة IHH التركية ليجدوا لهؤلاء المساكين حلًا يقيهم النوم في الشارع”.
وأكد عوف أن المعتمصين يملكون تسجيلات صوتية للرجل التركي الذي احتال على السوريين يساوم فيها على فروغ أحد المنازل، ويتم الاتفاق على مبلغ 2000 ليرة تركية؛ إلا أنه لايزال مختفيًا حتى اللحظة مع انقطاع الاتصال معه.
وأظهرت عدة صور حصلت عليها عنب بلدي حالة السكان المطرودين يفترشون شوارع الحي بعد إخلائهم وبينهم نساء وأطفال، كما غطت قنوات تركية الحادثة وسط “تعاطف” واضح من المواطنين الأتراك في الحي الصناعي الذي يحوي عشرات العائلات السورية.
جريدة عنب بلدي حاولت الاتصال بخالد خوجة رئيس الائتلاف المعارض، إلا أنه لم يرد على هاتفه، كما اتصلت بالسيد جمال الورد عضو الهيئة السياسية بالائتلاف المعارض، الذي وعد “بنقل الصورة والمعاناة لرئيس الحكومة المؤقتة ورئاسة الائتلاف”.
تسجيل يظهر تجمع الأهالي أثناء محاولات الهدم: