“الكتاب المتنقل” في الحسكة.. أدلجة أم تنوع ثقافي؟

  • 2018/12/02
  • 10:46 ص

معرض "الكتاب المتنقل" في مدينة رأس العين شمالي الحسكة -تشرين الأول 2018 (الحل السوري)

عنب بلدي – الحسكة

تقام سلسلة من معارض الكتاب في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، والتي تخضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) كان آخرها ما بين 18 و 20 من تشرين الثاني.

المعرض “المتنقل” نسبة لتجوال المعرض بين قرى وبلدات المحافظة، أقيم بمشاركة 13 مؤسسة ثقافية أغلبيتها كردية ومن بينها سريانية، وسط غياب لدور النشر العربية، ما شكل إشارة استفهام حول أهداف المعرض.

محمد إبراهيم، كاتب صحفي وروائي كردي، يقيم في العاصمة الأردنية عمان، قال لعنب بلدي عن معارض الكتب التي باتت تقام تحت إشراف وإدارة هيئة الثقافة التابعة للإدارة الكردية، إن “ما أخشاه أن تمنع الجهات المسؤولة عناوين معينة وتفرض عناوين تحمل أفكارها، وتلعب على ورقة التنوع في العناوين لكن ضمن إطار فكر واحد، وهذا ما لا نتمناه”.

ولم يخفِ إبراهيم أن للمعارض إيجابيات عدة لكونها متنوعة اجتماعيًا وتتيح للقارئ أن يتعرف ويتقرب من ثقافة أقرانه وشركائه في المنطقة.

وأشار إلى إمكانية أن يجد القارئ الكردي كتابًا عن السريان باللغة التي يريدها والعكس بالعكس، منوهًا إلى أنه لا استهانة بخطر انتقائية الكتب، وأن اللعب على وتر الثقافة من خلال الكتاب له تأثير كبير على المجتمع وسلوكه وتحديد ثقافته وهويته.

وتسيطر “الإدارة الذاتية” التي يغلب عليها الطابع الكردي على المنطقة، وسط اتهامات بفرض الثقافة الكردية في المنطقة، وتهميش المكون العربي، وهو ما تنفيه “الإدارة” رسميًا وتقول إنها تسعى لإشراك جميع المكونات في هيئاتها.

ولم يكن غياب دور النشر العربية أقل وطأة من تصريحات المسؤولين في الإدارة الذاتية ومثقفين شاركوا في فعاليات المعرض، إذ لم يخفِ أحمد حسيني، وهو شاعر كردي شارك في المعرض، أثر المعارض على المجتمع الكردي، “تصوري الشخصي، المعرض ليس لبيع الكتب بقدر ما هو لتقريب الشعب إلى هذا السلاح الفكري، لا بُد لنا من تعلم لغتنا والاطلاع على ثقافتنا الكُردية، ومن الضروري قراءة كُتب بلغتنا الأم، ومن الضروري التحضير الفكري بقدر كبير يضاهي التحضير العسكري. أعداؤنا يحاربوننا فكريًا أكثر من السلاح”، بحسب ما نشرته وكالة “آدار برس” الكردية.

بينما قال قال عبد الكريم ساروخان، الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الجزيرة، التابع للإدارة الذاتية (الكردية)، خلال فعاليات افتتاح المعرض، إن “وجود هذا الكم من الكتب والكتّاب، يسهم في نشر فلسفة القراءة من جديد، لتكون منارة للجيل القادم من أجل معرفة حجم التضحيات التي بذلتها شعوب المنطقة”.

ونوه ساروخان إلى أنه على الكتاب والمثقفين الوقوف في وجه كل المؤامرات التي تهدف إلى النيل من مكتسبات شعوب المنطقة وثقافتهم وتشويه تاريخهم، وفقًا لما نشرته وكالة “هاوار” الكردية.

إلا أن باهوز إسماعيل، أحد المنظمين لمعرض الكتاب، وصف هذه التصريحات بغير المسؤولة والتي لا تعكس حقيقة المعرض، وذلك في حديث إلى عنب بلدي.

وأوضح باهوز أن المعرض لا يحمل نوايا سياسية أو إيدلوجية، وإنما هو في سياق تنمية القراءة، بحسب تعبيره.

وعن عدم وجود المكاتب العربية، قال باهوز إنها “لم تلبِّ الدعوة رغم دعوتها، ونحن نحترم قرارهم وتحفظهم لأسباب أمنية”.

وخلال الحرب والمعارك في المنطقة تأثرت عدد المكاتب بشكل عام والعربية منها، بحسب باهوز، وإن وجدت المكاتب فيقتصر وجودها على المربع الأمني الذي يسيطر عليه النظام.

وسبق أن أقيم معرض “الكتاب المتنقل” تحت إدارة وإشراف هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية عدة مرات، كان آخرها في 25 من أيلول في مدينة المالكية (ديريك)، وقبلها مدينة القامشلي.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا