“السترات الصفراء” هوية احتجاجية فرنسية جديدة.. ما هي؟
يتصدر اسم “السترات الصفراء” قوائم الأخبار العالمية ونشرات الأخبار الرئيسية، مند منتصف تشرين الثاني الماضي.
فقد قامت الحركة بتنظيم مظاهرات في العاصمة الفرنسية باريس، شملت لاحقًا مساحة واسعة من فرنسا، احتجاجًا على غلاء أسعار المحروقات وزيادة الضرائب والسياسات الاقتصادية التي يتبعها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
كيف بدأت القصة؟
زار الرئيس الفرنسي، في 9 من تشرين الثاني، مدينة ألبرت الفرنسية بمناسبة ذكرى “هدنة الحرب العالمية الأولى”.
حينها ارتدى عدد قليل من المتظاهرين سترات صفراء وحاولوا لقاء ماكرون، لكنهم تعرضوا للقمع من قبل قوات الأمن الفرنسية ولم ينجحوا في التحدث إلى الرئيس.
قام المحتجون بعدها بتنظيم تجمعات كبيرة، في 17 من تشرين الثاني، بالعاصمة باريس ارتدوا السترات الصفراء ذاتها، وطالبوا بتخفيض أسعار المحروقات لكن المظاهرات شملت لاحقًا النظام الضريبي كاملًا.
وعلت بعض الأصوات التي طالبت الرئيس الفرنسي بالاستقالة.
تظاهر المحتجون عند المصافي النفطية لتوصيل رسالتهم المتمثلة بإلغاء الضرائب المفروضة على الوقود، وأغلقوا طرقًا رئيسية بباريس بواسطة حواجز مشتعلة.
واجهت قوات الأمن والشرطة المحتجين بالغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق المظاهرات.
وأعلنت الداخلية الفرنسية توقيف 130 شخصًا من المشاركين في مظاهرات حركة “السترات الصفراء”، وإصابة نحو 20 شخصًا، بينهم أربعة من قوات الأمن، خلال الاشتباكات التي وقعت بين المواطنين والشرطة في شارع “الشانزليزيه” بالعاصمة باريس، وفق مانقلت وكالة “فرانس برس”.
وعمت المظاهرات مدنًا فرنسية أخرى شملت 87 موقعًا بمشاركة 81 ألف متظاهر، بحسب وزارة الداخلية الفرنسية.
ووصلت الاحتجاحات إلى أحد أقاليم “ما وراء البحار الفرنسية”، ومنها جزيرة مايوت الفرنسية الواقعة في المحيط الهندي، وتم إرسال جنود إليها لإخماد الاحتجاجات، وفق ما قالت وزيرة أقاليم ما وراء البحار الفرنسية، نيك جيرادان.
هذه المظاهرات دفعت بالحكومة إلى مناقشة إعلان قانون “حالة الطورائ” في البلاد.
الرئيس الفرنسي ماكرون، وهو مصرفي واستثماري سابق، وعد منذ توليه للسلطة بإصلاحات اقتصادية تشمل النظام الضريبي.
لكن ارتفاع أسعار الوقود في الأسواق العالمية ثم عودتها للانخفاض، دفع حكومة ماكرون، المتهمة من قبل الشعب بأنها “حكومة للأثرياء”، برفع ضريبة الهيدروكربون هذه السنة بقيمة 7.6 سنت للتر الواحد للديزل، و3.9 سنت للبنزين، في إطار حملة لتشجيع “استخدام السيارات الأقل تلويثًا للبيئة”.
سبب ارتداء المحتجين “السترات الصفراء”
ترتبط السترات الصفراء في أذهان الفرنسيين بالطوارئ والاستغاثة، إذ قام المحتجون باتخاذها رمزًا لهم في مظاهراتهم.
ويتوجّب على كل سائق سيارة ارتداء الستر الصفراء إذا تعرّض لحادث سير في فرنسا، ولذا حمل المحتجون من خلال السترة الصفراء رسالة إلى ماكرون: “نحن هنا ولا ينبغي تجاهلنا”.
المتظاهرون لا ينسبون أنفسهم إلى حزب أو تيار سياسي محدد، لكن الحكومة تتهم حزب “اليمين الفرنسي” بالوقوف وراء الاحتجاجات.
وكانت فرنسا شهدت مظاهرات مماثلة عام 1968، ضد سلطة الرئيس شارل ديغول، عرفت “بالحراك الطلابي”، احتجاجًا على التدهور الاقتصادي في ذلك الوقت، انتهت بالإطاحة بشارل ديغول.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :