رجل في الأخبار..
هل ارتكب الممثل عباس النوري “غلطة الشاطر”
“جاء كلامي في معرض الضرورة اللازمة والوطنية لإعادة بناء الكثير من المفاهيم التي تربينا ونشأ وعينا وشخصياتنا الوطنية عليها، ومنها مفاهيم جاءت من التاريخ الإسلامي والعربي عمومًا ولا يجوز اقتطاع وبتر جزء على حساب الكل على طريقة (ولا تقربو الصلاة …) دون تتمة”.
هكذا حاول الممثل السوري عباس النوري تبرير ما قاله عن شخصية البطل التاريخي صلاح الدين الأيوبي، عندما وصفه بـ “الكذبة الكبيرة”، وأنه هو من أعاد اليهود إلى فلسطين ولم يحررها من الصليبيين، على حد قوله.
تصدر النوري وسائل التواصل الاجتماعي التي أشعلتها تصريحاته الأخيرة عن صلاح الدين نهاية تشرين الثاني الماضي، ما دفعه للكتابة عبر صفحته في “فيس بوك”، توضيحًا لما جاء على لسانه في اللقاء الإذاعي عبر برنامج “المختار” بحق صلاح الدين الأيوبي.
وأشار النوري في منشوره إلى مجموعة من المراجع التي اعتمد عليها في إطلاق أحكامه على شخصية صلاح الدين، وأنه أيضًا فوجئ بما قرأه في تلك المراجع.
الكاتب حسن م يوسف.. النوري أساء اختيار المثال
في تعليق على ما أثاره كلام الممثل السوري عباس النوري عن البطل التاريخي صلاح الدين الأيوبي، ووصفه بـ”الكذبة” قال الكاتب حسن م يوسف إن النوري لم يحسن اختيار المثال، في إشارة إلى صلاح الدين.
وكتب يوسف لصحيفة “الوطن” المحلية ضمن زاوية “من دفتر الوطن”، الأحد 2 من كانون الأول، مقالة بعنوان “غلطة الشاطر”، تكلم فيها عن موقفه من كلام النوري بحق صلاح الدين الأيوبي والجدل الذي حصل حوله.
وأوضح يوسف أن المعلومات التي ذكرها النوري في لقائه عبر برنامج “المختار” ليست جديدة بالنسبة له، مشيرًا إلى أنه لم يغفل مرجعًا تاريخيًا قبل كتابته مسلسل “البحث عن صلاح الدين” وسيناريو الفيلم الوثائقي “رؤيا صلاح الدين”.
وأضاف يوسف، “تعمدت تجاهل تلك المعلومات التي تعامل معها الفنان عباس النوري كما لو أنها اكتشاف خطر، لقناعتي بأنها ليست جديرة بالذكر إذا ما نظرنا إليها من خلال المنجز الكبير الذي حققه هذا القائد البارز خلال حياته، وما شجعني على تجاهل تلك المعلومات هو ورودها في مراجع تفوح منها رائحة عنعنات كريهة، كنا ولا نزال بغنى عن الوقوف عندها”.
ونوه إلى أنه لا يختلف في أنه بات من الضروري “إعادة بناء الكثير من المفاهيم التي تربينا عليها”.
لكنه في الوقت ذاته انتقد النوري لسوء اختياره المثال الذي طرحه، وهو صلاح الدين الأيوبي، لافتًا إلى أن إعادة بناء المفاهيم شيء والتشكيك بالرموز شيء آخر.
من هو عباس النوري
ولد عباس النوري في حي “القيمرية” حارة “الجورة” بدمشق، ذات الأغلبية الشيعية، عام 1952، وشكل مع مجموعة من أصدقائه ومنهم علي كريم ونذير سرحان فرقة باسم “مسرح الضوء”.
خلال دراسته الجامعية، تعرف النوري على المسرح بشكل أدق، وعمل في تلك المرحلة مع مخرجين أكاديميين، وكانت أهم مسرحية عمل بها هي “رسول من قرية تميرة للبحث عن قضية الحرب والسلم” للكاتب المصري محمود دياب.
انطلق من الجامعة إلى التلفزيون في أواخر السبعينيات بعد قدوم المخرج والممثل سليم صبري للجامعة، حيث اختاره لكي يمثل معه سهرة تلفزيونية بعنوان “سمر”، ومن هنا انطلق عباس النوري نحو الدراما التلفزيونية وقدم أعمالًا من أهمها “الهجرة إلى الوطن”، “الدروب القصيرة”، “ليالي الصالحية” و”ليس سرابًا”.
موقف عباس النوري من الثورة السورية
كتب الصحفي السوري المعارض إياد شربجي، عبر صفحته في “فيس بوك” “قابلت عباس النوري في مؤتمر (سميراميس) عام 2011، واستمعت إلى ما قاله في مؤتمر (صحارى) الذي عقده فاروق الشرع في نفس العام، في المرتين سمعت من الرجل كلامًا متقدمًا في تلك المرحلة، حيث دعا لانفتاح السلطة والاستماع لمطالب الشارع، وانتقد سلوك قوات الامن وعنف النظام”.
وأضاف شربجي، “لاحقًا ومع تصدر الإسلاميين لمشهد الثورة ربما تغير موقفه كموقف كثير من الرماديين، الذين لم يفهموا أو لا يريدون الاعتراف بمسؤولية السلطة عن الموضوع، أو ربما فهم و عرف ولكنه فضل الاستقرار على الحرية ككثير من الجبناء والأنانيين”.
ولفت إلى أن كل ما أظهره النوري من معاداة للطائفية، لا يشفع له تجاهله لمأساة ودماء شعبه، لكنه في الوقت نفسه لم يحرض على قتل الناس، ولم يفعل ما فعله العديد من الفنانين السنّة (كونه شيعي المذهب) “أمثال ابن حماة المكلومة مصطفى الخاني وأبناء الريف الدمشقي الشهيد زهير عبد الكريم وعارف الطويل ووائل رمضان”.
وأشار شربجي إلى أن كثيرين من “جمهور الثورة” لم يذكروا عباس النوري بسوء طيلة السنوات السابقة، إلا عندما تعرض لصلاح الدين، معتبرين أنه فعل ذلك بدافع طائفي.
رفضت الرقابة مسلسله “ترجمان الأشواق” وزوجته أرسلت رسالة إلى بشار الأسد
احتل مسلسل “ترجمان الأشواق” حيزًا كبيرًا من الاهتمام الإعلامي الرسمي في موسم رمضان 2018، ليس بسبب عرضه وإنما بسبب رفض الرقابة العرض، إلا بعد إلغاء بعض المشاهد.
الكاتبة عنود الخالد، زوجة النوري، دعت رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للتدخل في ملف الدراما السورية، وجاء ذلك على شكل رسالة وجهتها الخالد إلى الأسد عبر صفحتها في “فيس بوك” على خلفية منع عرض مسلسل “ترجمان الأشواق” من قبل دائرة الرقابة في هيئة الإذاعة والتلفزيون، والذي يلعب زوجها عباس النوري دور البطولة فيه.
وهذه هي المرة الأولى التي ترفض فيها الرقابة مسلسلًا من إنتاج القطاع العام، إذ عزت منع القنوات الرسمية من عرضه كونه يحمل “تجاوزات سياسية”، في إشارة إلى شخصية المسؤول الفاسد، التي يعرضها المسلسل.
ولقي قرار منع المسلسل رقابيًا استهجانًا لدى فريق العمل وهم ممثلون عرفوا بدعمهم للنظام السوري، وخاصة عباس النوري، وغسان مسعود، وفايز قزق، وشكران مرتجى.
ويتناول المسلسل قصة ثلاثة أصدقاء يساريين، افترقوا في التسعينيات، ليعودوا للقاء خلال الحرب في سوريا، بعد أن غيرت السنوات معتقدات أحدهم، وهاجر آخر، بينما الثالث بقي يصارع القدر.
وعنوان المسلسل مأخوذ من ديوان الشيخ محيي الدين بن عربي، باسم “ترجمان الأشواق، وكانت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الرسمي وافقت مؤخرًا على عرض المسلسل، بعد حذف عدد من مشاهده، وتصوير مشاهد بديلة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :