لم يسبق للزعمية البورمية، لاونغ سان تشي، أن نددت أو طالبت بوقف الانتهاكات بحق ما يتعرض له الروهينغا المسلمون في بلدها، وهو ما جردها من عدة جوائز وألقاب حقوقية كانت قد حازتها سابقًا.
وتتعرض أقلية مسلمي الروهينجا في ميانمار (البورما) إلى جرائم إبادة وتطهير عرقي، بحسب الأمم المتحدة، على يد قوات الأمن البورمية وجماعات بوذية، وسط صمت الزعيمة البورمية اونغ سان تشي.
واحتجاجًا على دعم مستشارة الدولة، اونغ سان تشي، لهذه الجرائم وصمتها حيالها، قررت عمدة مدينة باريس، آن هيدالغو، سحب لقب “مواطنة الشرف” منها، في بادرة “لا سابق لها” بحسب وصفها.
وسيصبح الإجراء رسميًا في الاجتماع المقبل لمجلس باريس الذي يبدأ في العاشر من هذا الشهر، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” أمس، السبت 1 من كانون الأول.
وتأتي هذه الخطوة بالنظر إلى الانتهاكات المتعددة لحقوق الإنسان، وبسبب العنف والاضطهاد الذي ارتكبته قوات الأمن في بورما ضد أقلية الروهينغا المسلمة، ووصفته الأمم المتحدة بالإبادة، بحسب ما أوضحت الوكالة.
وكانت منظمة “العفو الدولية” (أمنستي) سحبت جائزة “سفير الضمير” من زعيمة ميانمار، في تشرين الثاني 2018، لتورطها في انتهاكات لحقوق الإنسان، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني للمنظمة.
وفي مقابلة مع “بي بي سي”، قالت أونغ سان سو تشي إنها على علم ببعض المشاكل التي يتعرض لها الروهينغا في ولاية راخين (أركان)، ولكن استخدام عبارة “تطهير عرقي” لوصف ما يتعرضون له هو “أمر مبالغ فيه”.
وبسبب إنكار تشي لتلك الجرائم تتعرض لحملة تطالب بسحب جائزة “نوبل” للسلام منها، مثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، التي أصدرت بيانًا قالت فيه، “ما تقوم به سلطات ميانمار من جرائم بشعة ضد أقلية الروهينغا المسلمة، بمعرفة رئيسة وزرائها أونغ سان سو تشي وتأييدها، عمل يتناقض مع أهداف جائزة نوبل ومع القانون الدولي وحقوق الإنسان”.
وبالمقابل صرح رئيس معهد نوبل، أولاف نويلستاد، أن المعهد لا يستطيع نزع الجائزة، لأن قوانين نوبل تمنع إمكانية ذلك، حسب وكالة “رويترز”.
وكانت حصلت عليها عام 1991، “لصراعها اللاعنفي لتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان”، وسط رفض مستمر من اللجنة المانحة للجائزة.
وسبق أن هدد البرلمان الأوروبي بسحب جائزة “ساخاروف” لحرية التعبير، التي نالتها عام 1990.
وقال مساعد رئيسة بلدية باريس المكلف بالعلاقات الدولية، باتريك كلوغمان، عن سحب لقب “مواطنة الشرف” إنها “بادرة ذات رمزية شديدة، غير مسبوقة في تاريخ مواطنية الشرف بمدينة باريس”.
وكانت عمدة باريس وجهت في نهاية 2017 رسالة للزعيمة البورمية “تعبر عن القلق وتدعوها لاحترام حقوق أقلية الروهينغا المسلمة”، وبقيت الرسالة دون رد، بحسب البلدية.
وسحبت كندا من تشي الجنسية الفخرية الكندية، كما خسرت جائزة “وسام الحرية”، التي نالتها من جامعة “أكسفورد” عام 1997.
ومنذ آب 2017، أسفرت المجازر عن مقتل آلاف الروهينغا، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلًا عن لجوء نحو 826 ألفًا إلى الجارة بنغلادش، وفق الأمم المتحدة.
وصدرت تقارير عدة عن الأمم المتحدة تدين تلك الجرائم المرتكبة على يد المتعصبين البوذيين، وفي ظل حماية ومساعدة قوات الأمن الحكومية لها.
–