تعرّف عليها لتكسب مزاياها!

البرامج “مفتوحة المصدر” البديل الآمن والمجاني للبرامج المقرصنة

tag icon ع ع ع

ربما يكون مصطلح “مفتوح المصدر” ليس شائعًا لدى الجميع، إذ غالبًا ما يتم استخدام هذه البرامج من قبل المبرمجين أو من لديه خلفية تقنية وخبرة جيدة في مجال التكنولوجيا الرقمية، ولكننا بعدم تعرفنا على هذا النوع من البرامج نكون قد فوتنا على أنفسنا الانتفاع بمزايا استخدامها، وربما الوقوع في فخ البرامج المقرصنة التي نكون مضطرين للجوء إليها في بعض الأحيان، نظراً لغلاء أسعار البرامج الأصلية، مع ما نجنيه من مغبّة الانزلاق في مآزق لم تكن في الحسبان.

يقع أغلب مستخدمي الحواسيب ضحايا للأقراص المنسوخة المقرصنة، ولمواقع هذه البرامج على الإنترنت التي تُتيح تنزيلها، ولمحلات صيانة الحاسوب التي تروّج لها، حتى يظن البعض من عديمي الخبرة أن هذه الطريقة هي الوحيدة للحصول على البرامج، وأنها قانونية ولهم كامل الحق والحرية باتباعها، ويغيب عنهم أنهم يتحولون عند شراء هذه البرامج إلى لصوص، لأنهم تورطوا بكسر حقوقها وقرصنتها، وهنا تكون الحاجة ماسة لإيضاح خطورة الأمر لهم، وفتح الأبواب للولوج إلى عالم البرامج مفتوحة المصدر، أو إلى شراء البرامج بالطرق القانونية.

تنتشر قرصنة البرامج بشكل أكبر في الدول النامية مقارنة بالدول المتقدمة خاصة تلك التي تعتمد قوانين مكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية حقوق الملكية. ويعود ذلك لأسباب عدة منها:

– غياب الرقابة الحكومية على من ينشرون المنتجات المقرصنة على الإنترنت ومن يكسرون حقوق الملكية للآخرين.

– غلاء أسعار المنتجات الأصلية مقارنة بمتوسط دخل الفرد.

– انتشار المنتجات المقرصنة بكثرة في الإنترنت والأسواق والمكتبات.

– ضعف المعرفة حول البرمجيات مفتوحة المصدر.

إن ما يقوم به مروّجو وبائعو البرامج المقرصنة هو تحقيق مكاسبهم الشخصية والحصول على الأموال، على حساب تهديد أجهزتك وتعريض وبياناتك للخطر، فكل ما تخزنه على حاسوبك من معلومات شخصية وتعاملات بنكية وعمليات شرائية ومستندات وملفات وصور تكون عرضة للسرقة بسبب برنامج خبيث اخترق حاسوبك دون أن تدري نتيجة استعمالك للبرامج المقرصنة.

غالبًا ما تحتوي البرامج المقرصنة على برمجيات خبيثة تعمل على تجميع المعلومات وإرسالها بشكل دوري، الأمر الذي قد ينتج عنه مخاطر متعددة قد تصل لبيع المعلومات الشخصية، أو حتى لاستخدام الجهاز المصاب كأداة لتنفيذ عمليات إجرامية دون علم صاحب الجهاز.

ما تعريف البرامج مفتوحة المصدر؟

هي البرامج التي تتيح الاستخدام والتعديل والنشر دون قيود، إذ تكون شفرتها البرمجية متاحة للجميع، ويمكن تطوير هذه البرامج بطريقة تعاونية، أي يمكن لأي شخص التعديل على النسخة الأصلية من البرنامج بحيث يصنع نسخته الخاصة منه.

وهي بذلك تختلف عن البرامج مغلقة المصدر “الاحتكارية” والتي لا تتيح شيفرة المصدر الخاصة بها، ولا تسمح إلا للمطورين الرسميين بالتعديل عليها.

نشأة البرامج مفتوحة المصدر

جاءت البرامج مفتوحة المصدر كرد فعل على عدم القدرة على إجراء تغييرات أو تحسينات من قبل المطورين أو المستخدمين على البرامج الاحتكارية، والتي لا تسمح بإعادة توزيعها أو تعديلها أو الوصول إلى شيفرة المصدر.

فكانت النشأة على يد عالم الحاسوب والمبرمج الأمريكي ريتشارد ستالمان الذي قاد ثورة في مجال حرية البرمجيات عام 1983 بإطلاقه مشروع (GNU)، والذي بدأه كشركة غير ربحية لتوظيف مبرمجين وتوفير بنية تحتية قانونية لحركة البرمجيات الحرة.

وفي عام 1985 أنشأ مؤسسة البرمجيات الحرة، كما أسهم في تأسيس اتحاد البرمجة الحرة عام 1989.

ما معايير حق استخدام البرامج مفتوحة المصدر؟

❏    إعادة توزيع البرنامج دون قيود.

❏    الوصول إلى شيفرة المصدر.

❏    تعديل شيفرة المصدر.

❏    توزيع النسخة المعدلة من البرنامج.

ما مزايا البرامج مفتوحة المصدر؟

1. آمنة: لأنها تخضع لمراقبة مفتوحة من المطوّرين، فلن يتمكنوا من وضع أي برامج ضارة أو تجسسية، خاصة أنه بإمكان أي شخص الاطلاع على شيفرة المصدر واكتشاف تلك البرامج.

2. مجانية أو بتكلفة بسيطة: لأنها غير قائمة على الربح فقط، وهو ما يمكن أن يكون أهم ميزة في هذه البرامج، فهي عادة لا تتطلب رسوم ترخيص.

لا يمكن اعتبار البرامج مفتوحة المصدر غير ربحية، فبعض الشركات تمكنت من جني ملايين الدولارات عبر بيع البرامج مفتوحة المصدر وتسويقها ودعمها.

ومن هذه البرامج: نظام تشغيل الهواتف النقالة “أندرويد”، المتصفح “غوغل كروم”، وبرنامج الاتصال الآمن “تور”.

كما أن هناك عدة طرق يستطيع من خلالها مطورو هذه البرامج جني الأموال، ومنها “زر التبرع” والذي يتم وضعه في صفحات تلك البرامج ويتيح لأي شخص أن يقوم بالتبرع لمطوري البرامج.

3. مستمرة في التطور والنمو بالتناسب مع عدد المستخدمين، إذ إن لهذه البرامج عددًا غير محدود من المطورين، فيقوم كل مطور بإرسال تعديلاته إلى مطوري البرامج الآخرين، بعد تحميل شيفرة المصدر وتعديلها، وهو ما يساعد في حل مشاكل البرامج مفتوحة المصدر بشكل أسرع من البرامج مغلقة المصدر.

4. توافر الدعم الخارجي: يتوفر الدعم الفني الخارجي للعديد من البرامج مفتوحة المصدر.

كيف أتمكن من الحصول على البرامج مفتوحة المصدر؟

يمكن إيجاد أي برنامج بمصدره المفتوح والمرخّص للاستخدام مجانًا بشكل قانوني عبر محركات البحث من خلال كتابة وصف للبرنامج مع عبارة “مفتوح المصدر” باللغتين العربية أو الإنكليزية.

كما يمكنكم الحصول عليها من موقع “سورس فورج sourceforge.net” والذي يعد مستودعًا آمنًا ومشهورًا لبرامج مفتوحة المصدر.

أمثلة على برامج مفتوحة المصدر:

– نظام التشغيل “لينُوكس Linux”: هو نظام تشغيل حر ومفتوح المصدر، يتمتع بدرجة عالية من الحرية في تعديل وتشغيل وتوزيع وتطوير أجزائه.

– متصفح الإنترنت “موزيلا فايرفوكس Firefox”: هو متصفح ويب مجاني وحر يعمل على أنظمة تشغيل متعددة.

– برنامج تحرير النصوص “نوت باد notepad++”: هو محرر نصوص مخصص لكتابة الشيفرة المصدرية لبرامج الحاسوب، الهدف منه هو الحصول على محرر نصوص قوي، ولا يستهلك الكثير من موارد النظام، و يدعم تحرير نصوص الشيفرات المصدرية لمجموعة واسعة من لغات البرمجة.

– برنامج مكتبي “ليبر أوفيس Liber Office”: هو حزمة برامج مكتبية حرة ومفتوحة المصدر، يوفر ستة برامج لتلبية جميع الاحتياجات المكتبية من تحرير الوثائق ومعالجة البيانات وتقديم العروض والرسم وبناء قواعد البيانات.

– برنامج عرض الفيديو “ڤي إل سي ميديا بلاير VLC Media Player”: هو مشغل وسائط حر ومفتوح المصدر، يُشغل مختلف صيغ الصوت والفيديو وأقراص الـDVD.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة