رجل في الأخبار...
محمد خالد رحمون “جلاد الغوطة” يبسط سطوته على الداخلية السورية
لعب اللواء السوري محمد خالد رحمون دور الجلاد، في معاقبة أهالي الغوطة الشرقية والأحياء الدمشقية المجاورة، الذين احتجوا ضد النظام في 2011، إذ يعتبر المسؤول المباشر عن المجازر التي ارتكبت في حرستا وبرزة والقابون وحي تشرين خلال السنوات الماضية، بحسب موقع “مع العدالة” المتخصص بفضح مجرمي الحرب في سوريا.
“جلاد الغوطة”، “مسؤول الكيماوي”، “رئيس فرع الموت”، صفات أطلقت على رحمون الذي تنقل في مناصب أمنية وعسكرية، خلال السنوات الماضية، جلعته من أبرز المنتمين للحلقة الأمنية الضيقة للنظام السوري.
وأصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الاثنين الماضي، مرسومًا عين بموجبه رحمون وزيرًا للداخلية بدلًا من نظيره محمد الشعار، ليكون التعيين محط استياء لمعارضين سوريين، عازين ذلك إلى أن يده ملطخة بدماء عشرات الآلاف من المدنيين (شباب ونساء وأطفال) الذين قتلوا جراء القصف أو تحت التعذيب في فرع المخابرات الجوية الذي كان يترأسه، بحسب “مع العدالة”.
رحمون، من مواليد 1957 وينحدر من مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، ويعتبر من الشخصيات الأمنية البارزة في النظام السوري، وتدرج بمناصب أمنية وعسكرية في قوات الأسد منذ 2004، عندما تولى رئاسة قسم المخابرات الجوية في درعا.
ومع انطلاقة شرارة الاحتجاجات في الغوطة، استعان به النظام للوقوف في وجه المتظاهرين، فتم تعيينه رئيسًا لفرع المخابرات الجوية في المنطقة الجنوبية، والكائن في مدينة حرستا، وهو فرع مسؤول عن محافظات المنطقة الجنوبية (دمشق وريفها ودرعا والقنيطرة، والسويداء).
وعقب تسلمه عمل رحمون على إخماد الاحتجاجات في الغوطة وأحياء دمشق، واجتمع مع وجهاء بلدات الغوطة وبرزة والقابون وطالبهم بتسليم المطلوبين وتسوية أوضاعهم.
وبحسب ما قال أحد المعتقلين السابقين في المخابرات الجوية لعنب بلدي، رفض الكشف عن اسمه، فإن رحمون كان يشرف شخصيًا على عمليات المداهمة والاعتقالات التي كانت تتم في مدن وبلدات الغوطة، مشيرًا إلى أنه يتمتع بشخصية صارمة وذاكرة قوية.
وتحدث المعتقل عن حزم رحمون وصرامته حتى مع الضباط في الفرع تحت إمرته، إذ أمر باعتقال ضابط لمدة ستة أشهر، بسبب تهريبه امرأة وابنتها من برزة البلد إلى الأردن.
كما أمر باعتقال الضابط البارز في المخابرات الجوية، عماد محمد، الملقب من قبل مؤيدين بـ “صقر قريش”، لأسباب غير معروفة، قبل أن يفرج عنه ويقتل لاحقًا في معارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في بادية السويداء، في أيلول الماضي، بحسب الرواية الرسمية.
من جهته، قال موقع “مع العدالة” إن رحمون أشرف على عمليات التحقيق والتعذيب التي كانت تتم في فرع حرستا، والذي اعتُقل فيه وقتل عشرات الآلاف من السوريين تحت التعذيب، كما تم إجبار من تبقى من المعتقلين على حفر خنادق وأنفاق بالقرب من مبنى الفرع.
ويتهم رحمون بالمشاركة في مجزرة الكيماوي بالغوطة في 2013، والتي قتل فيها 1127 شخصًا موثقين بالأسماء لدى “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في حين تقول تقديرات الناشطين إن الرقم تجاوز 1400، أكثر من ربعهم نساء وأطفال.
وأضاف الموقع أن رحمون كان أحد المشرفين على عمليات تجارب الأسلحة الكيماوية في “الوحدة 417” التابعة للمخابرات الجوية، لافتًا إلى أنه تسلم ملف الكيماوي بعد أن ترأسه اللواء علي مملوك عدة سنوات قبل الثورة.
وبسبب جرائمه واتهامه بقصف الغوطة بالكيماوي، أدرجته الولايات المتحدة الأمريكية ضمن قائمة العقوبات، مطلع 2017، مع 17 مسؤولًا و6 كيانات، وعقب ذلك بأيام، تم إيفاده ضمن وفد النظام السوري للمشاركة في الجولة الأولى من مباحثات أستانة مع فصائل المعارضة التي جرت في كانون الثاني 2017.
رحمون، المتزوج من امرأة من مدينة القرداحة في اللاذقية مسقط رأس الأسد، تمت ترقيته إلى رتبة لواء في 2017، وتعيينه نائبًا لرئيس شعبة الأمن السياسي، اللواء نزيه حسون، قبل تعيينه رئيسًا للشعبة عقب تقاعد حسون، ليعين حاليًا في وزارة الداخلية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :