عنب بلدي وكالات
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن عدة مئات من قواتها التي ستساعد في تدريب المعارضة السورية المعتدلة على قتال «تنظيم الدولة الإسلامية» ستبدأ في التوجه إلى المنطقة، في حين تدرس أنقرة توسيع المناطق الآمنة على الحدود السورية بهدف وقف تدفق المقاتلين “المتشددين” إلى سوريا.
وقال الناطق باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي في مؤتمر صحفي يوم الجمعة، إن بعض المدربين وقوات الدعم قد تصدر لها الأوامر بالتحرك «في غضون الأسبوع المقبل أو نحو ذلك»، وستبدأ في التوجه إلى البلدان التي تجري بها مهام التدريب «ما بين 4 إلى 6 أسابيع مقبلة».
وأكد الكولونيل ستيف وارن بأن الجيش الأمريكي يعتزم نشر أكثر من 400 جندي لتدريب قوات المعارضة “المعتدلة”، مشيرًا إلى أن “الجيش الأمريكي سيحدد أولًا من أين سيسحب هذه القوات التي ستتولى مهمة التدريب، والتي من المتوقع أن تبدأ في الربيع بأماكن خارج سوريا”، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
وعرضت كلٌ من قطر والسعودية وتركيا في وقت سابق استضافة تدريبات المعارضة، بينما صرح جون كيربي في 7 كانون الثاني الجاري، أن بلاده تنسق مع تركيا بشأن تدريب المعارضة السورية التي وصفها بـ “المعتدلة”، مضيفًا أن البنتاغون يعمل مع دول التحالف لاختيار الأشخاص المناسبين لتلك التدريبات.
بدورها، التقت قيادات في الائتلاف السوري المعارض والجيش الحر مع عدد من الجنرالات في القيادة المركزية الأمريكية ومبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا “دانييل روبنستين” يوم الجمعة، لمناقشة برنامج “التدريب والتجهيز”.
وقال رئيس الائتلاف خالد خوجة «إن من أولويات استراتيجيتنا الحالية تدريب الجيش السوري الحر، وإعادة هيكلة وتنظيم صفوفه وفق المعايير العالمية»، مضيفًا أن هذا التدريب يجب أن يرافقه دعم “لا محدود للسلاح النوعي القادر على تغيير الموازين على الأرض، وقلبها لصالح الثوار”.
في المقابل، هاجمت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) خطط الجيش الأمريكي للتدريب، وقالت: “لا تجد الإدارة الأمريكية غضاضة في مواصلة تدريب الإرهابيين في سورية والإعلان عن نيتها إرسال أكثر من 400 جندي إضافي لتدريب هؤلاء الإرهابيين”.
في سياق متصل أعلنت أنقرة عن نيتها توسيع المناطق الآمنة على الحدود السورية – التركية “لوقف المقاتلين الأجانب من دون إغلاق الحدود بالكامل أمام اللاجئين السوريين” وفق تصريحات لرئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو أمس السبت.
ولفت أوغلو إلى أن مصدر مشكلة اللاجئين السوريين في تركيا هو “وحشية نظام الأسد”، وإلى أن “حل مشكلة اللاجئين بالتخلص من النظام”، مجددًا دعوته لفرض منطقة حظر طيران لحماية مدينة حلب من القصف الجوي لقوات الأسد، لافتًا إلى أن الصراع في سوريا يمثل “خطرًا أمنيًا كبيرًا لمنطقة الشرق الأوسط”.
كما أكد أوغلو أن حل الأزمة السورية لا يكمن بمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” وحده، إذ تشدّد تركيا على ضرورة أن يلعب التحالف الدولي دورًا في إسقاط الأسد “مصدر الإرهاب” في المنطقة.
وكانت قوات المعارضة خسرت مواقعها أمام تنظيم “الدولة” في محافظتي دير الزور والرقة بشكل كامل خلال العامين الماضيين، بينما استولى التنظيم على مواقع أخرى بريف حلب الشرقي، في معارك أسفرت عن مقتل مئاتٍ من الجانبين.