تحتجز السلطات الجزائرية ما لا يقل عن 43 سوريًا في ولاية تمنراست جنوبي البلاد، بحجة دخولهم الأراضي الجزائرية بطريقة “غير شرعية”.
وأثارت الحادثة استهجان ناشطين وحقوقيين، بعد قرار السلطات ترحيلهم إلى سوريا، خاصة أن من بينهم أشخاصًا منشقين ومطلوبين للنظام السوري، وفق ما قال رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة، نصر الحريري، عبر حسابه في “تويتر”.
وقال الناشط السوري محمد السعيد، المطّلع على أوضاع السوريين المحتجزين في الجزائر، لعنب بلدي، إن الموقوفين دخلوا الأراضي الجزائرية منذ 57 يومًا قادمين من لبنان، وكانوا ينوون اللجوء إلى أوروبا أو الاستقرار في الجزائر قبيل اعتقالهم في مركز احتجاز بولاية تمنراست.
وأضاف أن نائب والي تمنراست أبلغ المحتجزين، أمس، بأنه سيتم ترحيلهم إلى مطار دمشق الدولي، ما أثار استهجان حقوقيين سوريين.
ولم تعلق السلطات الجزائرية بشكل رسمي على واقعة الاحتجاز.
وبحسب الناشط السوري، يعيش المحتجزون ظروفًا إنسانية “صعبة”، خاصة أن بينهم مرضى وأطفالًا ونساء حوامل، مؤكدًا وجود أشخاص مطلوبين للنظام السوري “بالدرجة الأولى”، ومن بينهم عناصر من الدفاع المدني السوري.
وحذر نصر الحريري، في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، أمس، من ترحيل الموقوفين، بقوله إن “ترحيلهم يعني الموت أو الاعتقال والانتقام”، مشيرًا إلى أنه يتواصل مع وزارة الخارجية الجزائرية من أجل الإفراج عنهم.
ودعا الحريري جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للتدخل والحفاظ على حياة المحتجزين.
نتواصل مع وزارة الخارجية الجزائرية من أجل اهلنا السوريين المحتجزين المهددين بالترحيل إلى سوريا علما ان هؤلاء هم من معارضي النظام وترحيلهم يعني الموت أو الاعتقال والانتقام.
— د.نصر الحريري (@Nasr_Hariri) November 25, 2018
نناشد الحكومة الجزائرية الشقيقة النظر بعين الإنسانية لهؤلاء المحتجزين من أهلنا وإخوتنا الذين اضطرتهم ظروف القهر والقتل الأسدية إلى مغادرة سوريا داعين في نفس الوقت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مساعدتنا كذلك في تأمين هؤلاء المحتجزين والحفاظ على حياتهم
— د.نصر الحريري (@Nasr_Hariri) November 25, 2018
وانتشرت أنباء عن نية السلطات الجزائرية ترحيل الموقوفين إلى السودان بدلًا عن سوريا، إلا أن الناشط محمد السعيد، الذي يتواصل مع المحتجزين، قال إن السلطات لم تبلغ المحتجزين بذلك حتى الآن.
وينحدر معظم المحتجزين من مدينة القنيطرة السورية، وكانوا قد لجؤوا إلى لبنان بسبب الأوضاع الأمنية، ثم قرروا الخروج منه إلى الجزائر ومنها إلى أوروبا.
وتحافظ الحكومة الجزائرية على علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري، وكانت قد دعمته منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011.
–