ميشيل كيلو.. بورتريه

  • 2015/01/18
  • 11:56 م

أبو أيهم، ملك الحركات، الراقص على الحبال، يحلم بأن يكون فارس الخوري القرن الحادي والعشرين، يعدنا بأن نلعب طاولة الزهر في شهر أيار بقلب دمشق، لكنه ينسى أن يحدد أيار من أي عام. تصريحاته متزنة، أشهرها موجه لزعبرات حمد بن جاسم، دمه فينيقي: يشعر بتفوق فطري على الأعراب والبدو، حكمته في الحياة: عصفور على السجرة أحسن من عشرة في اليد.

الثورة في شهورها الأولى لم تخرط مشطه. كيف تخرجون بثورة دون تنسيق مع كيلو؟ بسملته الخاصة قبل كل تصريح أو مقابلة أو اجتماع أو مقالة أو حديث أو همسة أو حركة أو سكنة: أين كنتم عندما كنا.

يرغي ويزبد، يقول أكثر مما يفعل، يهدد ولا ينفذ. هدفه بناء دولة مواطنة يقودها زهران علوش، يكتب بيان «انشقاق» مناف طلاس، لا يشير فيه للثورة لا من قريب ولا بعيد، لا يختار للعميد أزياءه. يرفع أحمد عاصي الجربا إلى منزلة نبي اليوم، يصفه بقزم الأسد في الغد. يترحم على حافظ الأسد، اللعاب الناتج عن قبلات مقاتلي جبهة النصرة ما زال واضحًا على خديه.

أوشك فرويد أن يعرف ماذا تريد المرأة لكنه ما زال بعيدًا عن معرفة ماذا يريد ميشيل كيلو: يعشق المذهب التجريبي في السياسة، يبدأ كهيئة تنسيق مع هيثم مناع، يتقارب مع فراس طلاس، يشكل المنبر الديموقراطي مع سمير العيطة، يلتحق بالائتلاف ورياض الشقفة، يقود تيارًا ديموقراطيًا يضم سميرة المسالمة، يدعو لاحقًا إلى قطب مغاير لإصلاح الأمور، قد ينادي يومًا بتحكيم الصندوق الانتخابي في الدولة الإسلامية في العراق والشام.

ميشيل كيلو ليس فارس الخوري القرن الحادي والعشرين، فارس الخوري هو ميشيل كيلو القرن العشرين.

 

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي