عنب بلدي – ريف حلب
ازداد الاهتمام التركي على الصعيد الاقتصادي والخدمي في مناطق ريف حلب الشمالي، خلال الأسابيع الماضية، عبر زيارة وفود اقتصادية وسياسية إلى المنطقة.
وتحاول تركيا تثبيت وجودها في المنطقة اقتصاديًا، قبل البدء بمرحلة إعادة الإعمار في سوريا، في ظل تصاعد دعوات روسيا للمشاركة بعد انتهاء المعارك العسكرية بين قوات الأسد وفصائل المعارضة.
وتأتي المحاولة التركية عبر رسم الهيكلية الاقتصادية التي انتهجتها في المنطقة والتي بدأتها عقب السيطرة عليها إثر عملية عسكرية تحت مسمى “درع الفرات”، دعمت من خلالها فصائل “الجيش الحر” لاستعادة المنطقة من تنظيم “الدولة الإسلامية” وانتهت في آذار 2017.
وفود رسمية واقتصادية
وشهد الأسبوع الماضي زيارة عدة وفود سياسية واقتصادية لريف حلب الشمالي، إذ زار وفد من رئاسة الجمهورية التركية، السبت 17 من تشرين الثاني، مدينة اعزاز وجال برفقة أعضاء المجلس المحلي على مؤسسات المجلس، كما زار وفد برئاسة والي كلّس المجلس المحلي في المدينة.
وفي 15 من الشهر الحالي، زار وفد رفيع المستوى من ولاية أنقرة مدينة الباب، وتمت مناقشة المشاكل والتحديات الخدمية التي تواجه المدينة والاطلاع على الخدمات التي يقدمها المجلس المحلي، كما زار والي غازي عنتاب ومعاونه المدينة، في 13 من الشهر الحالي، واطلع الوالي على أعمال المكتب والمشاريع، بحسب ما ذكر المجلس المحلي في مدينة الباب عبر صفحته في “فيس بوك”.
وعن سبب الزيارة قال رئيس مدينة اعزاز، محمد يوسف كنو، لعنب بلدي، إن سبب الزيارات هو الاطلاع على أحوال المنطقة من جميع النواحي الأمنية والخدمية والتجارية وسبل تطويرها.
في حين أوضح مدير المكتب التجاري في المجلس المحلي باعزاز وريفها، إبراهيم دربالة، أن وفد الرئاسة التركية زار المؤسسات الحكومية للمجالس المحلية، واستمع إلى طلبات أهالي المنطقة ووعد بتغطية أي نقص فيها.
لأول مرة رجال أعمال في معرض موصياد
وتزامن ذلك مع زيارة وفد من رجال الأعمال الأتراك مدينة اعزاز، في 11 من الشهر الحالي، بهدف دعم التجار والاقتصاد في المنطقة.
وأكد دربالة أن وفد رجال الأعمال التركي من مكتب جمعية “موصياد MÜSİAD” التركية، الذي افتتح مكتبًا للجمعية في المدينة يهدف إلى تفعيل التجارة والاقتصاد والصناعة في المنطقة، إضافة إلى إنشاء منطقة حرة من أجل تصدير البضائع الزائدة في المنطقة إلى الخارج.
وعقب ذلك شارك مكتب “موصياد سوريا” في معرض جمعية “الموصياد” الدولي السابع عشر الذي أقيم مدينة اسطنبول، بين 21 و24 من الشهر الحالي، وجاءت المشاركة بدعوة من قبل المكتب الرئاسي التركي، بهدف عرض المنتجات الزراعية والصناعية التي تنتجها مناطق ريف حلب في المعرض.
وتعتبر المرة الأولى التي يشارك فيها رجال أعمال من ريف حلب في المؤتمر العالمي التي تنظمه الجمعية التي تأسست في مدينة اسطنبول عام 1990، وتضم مجموعة كبيرة من رجال الأعمال والصناعيين الأتراك.
وتمثل جمعية “موصياد تركيا” ما يقارب من 35 شركة وتضم 7500 رجل أعمال تركي، وتوظف حوالي مليون و500 ألف شخص، ولديها 76 نقطة اتصال في الأراضي التركية، و56 دولة حول العالم، بحسب موقع “ترك برس”.
وتركز في عملها على المشاريع الاقتصادية والاستثمارية الضخمة، وتسهم بنسبة 18% من الناتج القومي الإجمالي لتركيا، كما تسهم في تنمية الاقتصاد التركي عبر استقبال الهيئات التجارية من خارج تركيا.