ما معنى أن يكون الإنسان غريبًا؟

غرباء في سلة واحدة

camera iconغرباء في سلة واحدة لنزار أباظة (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

“الرحيل يشبه الموت.. ما الفرق بين أن تخرج الروح من جسد الميت، فيوارى في التراب، وبين أن يرحل جسده فيدفن في الآفاق فوق التراب؟ إن عادوا إلى أوطانهم رجعوا غرباء، وإن بقوا هنا وتحسنت أحوالهم عاشوا كذلك غرباء”.

جسدت رواية “غرباء في سلة واحدة”، للكاتب والباحث السوري الدكتور نزار أباظة، الصادرة عن “دار الفكر” بدمشق عام 2011، معاناة السوريين إبان حربهم في الغربة.

“الناس هنا غرباء، ما أصعب أن يكون المرء غريبًا في بلدٍ غريب”، سيطرت هذه الأفكار على عقل أصلان، في أثناء مغادرته سوريا نحو تركيا.

أصلان شابٌ دمشقّي من أصول شركسية، غادر سوريا متجهًا نحو تركيا لإكمال دراسته هناك، تاركًا خلفه جدته وحبيبته نارنيا ووطنًا طحنته الحرب وشردت أهله منه.

تبدأ معاناة أصلان في الغربة عند وصوله إلى اسطنبول، ضائعًا بين اللغة التي يجهلها والمكان الذي سيقصده.

طرحت الرواية حياة الغربة ومتطلبات العيش التي تطحن الغريب، والصراع الذي عايشه السوريون في وطنهم، وما حملوه معهم من ذكريات وآلام، وأحلام اصطدمت معظمها بواقع لم يتصوره الشباب الذين قدموا من مدن سورية مختلفة، هربًا من البراميل المتفجرة أو الخدمة العسكرية الإلزامية.

عالجَ الكاتب من خلال الرواية، الفساد والانحطاط الأخلاقي الذي سيطر جزئيًا على واقع النزوح والتشرد، فما كان محرمًا بالأمس أصبح اليوم مألوفًا، وبات القانون والشريعة عند جزء من السوريين في حقائب النسيان.

بالمقابل، فإن فئة من الشباب كان شغلهم البحث عن مصدر رزقٍ، أو مقعد دراسي، فهم لا يدرون في البلد الذي نزحوا إليه، هل هم ثقلاء أم مقبولون؟

أما الآخرون فبعيدون عن العمل والعلم والسياسة، وبعضهم ما زال مصدومًا من ثقافة البلد التي تشبه إلى حدٍ كبير ثقافة وطنه.

في الغربة أُناسٌ يحملون هموم وطنهم، وشوقًا لاهبًا إلى بلدانهم، التي اجتاحتها عواصف الثورات والتغيير، وهزت عروش الطغاة وسالت دماء الشعوب.

ومن هنا تنطلق وجهات النظر المختلفة وتتعالى الأصوات ويحتد النقاش بين أصلان وأصدقائه في تركيا، الذين حملوا آراء وأفكارًا مختلفة عنه، حيث تحول معظم السوريين بعد 2011، إلى محللين سياسيين وخبراء عسكريين بحسب ما رأى أصلان.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة