عنب بلدي – إدلب
كان واحدًا من بين 30 شخصًا أقعدتهم الحرب عن الحركة، لكنها لم تحبط عزيمتهم في إثبات أنهم لا يزالون قادرين على مخاطبة العالم الخارجي بمواهب رياضية جمعتهم ضمن ماراثون معرة النعمان في محافظة إدلب السورية.
“الماراثون مبادرة طيبة أعطتنا الأمل بأننا لسنا منسيين، سوف نُري العالم أننا رغم جلوسنا على كرسي متحرك قادرون أن نكون فعّالين في المجتمع”، يقول أحمد زبدية، الذي شارك بكرسيه المتحرك ضمن سباق للماراثون، نظمه مكتب “الأمين” في معرة النعمان، الأربعاء 21 من تشرين الثاني الحالي، برعاية برنامج “تطوير”.
مديرة مكتب “الأمين”، أمانة حاج سليمان، تقول في حديث لعنب بلدي إن الماراثون يندرج ضمن “أولمبياد السلام” الذي يشمل فعاليات رياضية متنوعة تستهدف الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة إدلب، برعاية برنامج “تطوير” و”الاتحاد الرياضي لكرة القدم”.
وأضافت حاج سليمان أن الماراثون ضم فئتين من المسابقات، فئة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث شارك ما يزيد على 30 منهم، وكان السباق على مسافة 100 متر، وحصل المشارك إبراهيم الجرك على المركز الأول فيه.
في حين ضمت الفئة الثانية مشتركين من الأصحاء، انطلق من حاجز فروما في معرة النعمان حتى منتزه المسبح، بمشاركة 100 شخص رياضي.
وتشير مديرة مكتب “الأمين” إلى أن عناصر من الشرطة الحرة والدفاع المدني السوري ساندوا الماراثون وقدموا الحماية له، كما حضر عدد كبير من أهالي المنطقة لمشاهدة السباق.
وتولي المنظمات الإنسانية العاملة في إدلب أهمية خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة ومصابي الحرب في المحافظة، وذلك بتنظيم نشاطات رياضية وإنشاء نادي كمال أجسام خاص بهم، وتشكيل نادي كرة قدم مكون من 23 لاعبًا معظمهم من مبتوري الأطراف، شاركوا في مباراة كرنفالية في تشرين الثاني 2017.
وتهدف تلك الفعاليات إلى دمج مصابي الحرب في المجتمع وكسر حاجز الخوف لديهم، وإيصال صورة للعالم مفادها أن هؤلاء الأشخاص قادرون على ممارسة حياتهم الطبيعية مثلهم مثل أي شخص.
أرقام عن مبتوري الأطراف في سوريا
تقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يزيد على ثلاثة ملايين سوري يعانون من إعاقات وإصابات حرب، داعية إلى زيادة الاهتمام والدعم المقدم لهم.
وفي تقرير لها نشرته المنظمة، في كانون الأول الماضي، قالت فيه إن مليونًا ونصف المليون سوري أصيبوا بالإعاقة نتيجة النزاعات والحرب في سوريا بعد عام 2011، بمعدل 30 ألف إصابة كل شهر، مشيرةً إلى أن 86 ألفًا منهم مبتورو الأطراف، ثلثهم من الأطفال.
وأرجع التقرير سبب ارتفاع عدد “معاقي الحرب” إلى استخدام أسلحة جديدة ومتفجرات، وخص بالذكر البراميل المتفجرة والأسلحة الحارقة التي استخدمت خلال السنوات السبع الماضية في سوريا.