أنور أبو الوليد – ريف حمص
يغيب رغيف الخبز عن أسواق وبيوت ريف حمص الشمالي، الذي يعتبر من آخر معاقل الثورة في عاصمتها، بعد إغلاق المعابر الرئيسية لدخول الطحين من قبل قوات الأسد.
ملامح الأزمة بدأت تظهر جليًّا قبل عدّة أيّام إثر إغلاق قوّات الأسد لمعبري تير معلة وتل عمري الوحيدين إلى الريف الممتد من أحياء حمص جنوبًا إلى حماة شمالًا، في وجه الموادّ الغذائيّة أو المحروقات الضّرورية لعمل المخابز والأفران.
أبو البراء الحمصي، إعلامي مؤسسة الحبوب التّابعة للحكومة المؤقتة والمتواجد في بلدة الدار الكبيرة، أوضح أن «ظهور المشكلة كان أمرًا متوقّعًا منذ فترة طويلة فوجّهنا من أجل ذلك عدّة رسائل إلى الحكومة المؤقتة ومجلس محافظة حمص بضرورة إرسال مبالغ ماديّة تؤمن شراء كميّات من القمح المنتج محليًا من منطقة الريف والمناطق المجاورة كما تغطّي تكاليف طحنه».
أبو البراء أردف أن الطلب «قوبل بتقصيرٍ واضحٍ أدّى إلى شراء كميّات قليلةٍ جدّا لا تغطّي الاحتياجات سوى لأيّام قليلةٍ فقط».
بينما أكّد أحد بائعي الخبز بأنّ ارتفاع الأسعار ساهم به أيضًا بشكل ملحوظٍ تضييق قوّات الأسد الخناق على جميع المنافذ الّتي كان يعتمد عليها لتمرير كميّات قليلة من الخبز من مناطق الأسد إلى الرّيف.
ووصل سعر الربطة الواحدة إلى 300 ليرة سورية مقارنة بـ 35 ليرة في أحياء حمص المدينة الواقعة تحت سيطرة الأسد.
ويزيد من حجم المعاناة قلة الموارد المادّية لمعظم النّاس ونسبة البطالة التي تبلغ أقصاها في هذه الأيّام، حيث أكّد أبو سفيان، أحد أرباب الأسر المتواجدة في المنطقة إضافة إلى كونه عنصرًا في إحدى الكتائب المقاتلة، بأن «الوضع المعيشي السّيئ وارتفاع الأسعار الهائل خصوصًا في المواد الأساسيّة كالخبز له دورٌ كبير في التأثير على معنويّات المقاتلين الّذين لا يستطيعون -رغم محاولاتهم- إيجاد أي عملٍ يكفي حاجتهم ليبعدوا شبح الحاجة عن أطفالهم».
مشهدٌ يستعدّ النّظام لوضع لمساته الأخيرة عليه، لإكمال مسلسل الحصار بينما يبقى أهل الريف متعلّقين بـ «خيوط الأمل» وراجين أن يبادر أصحاب القرار والمسؤوليّة إلى عملٍ جادٍّ ينقذهم وينتشلهم من «أنياب الجوع ومخالب الضّياع».