رائد فارس.. ثائر كفرنبل يخط آخر لوحاته بالدم

tag icon ع ع ع

سبع سنوات مرت على انطلاقة الثورة السورية لم يتوقف فيها الناشط السلمي رائد فارس عن الخروج بالمظاهرات المناهضة للنظام السوري، وخط لافتاتها، وتنظيم الحراك السلمي، والذي تحول وسمًا تعرف به مدينته كفرنبل بريف إدلب. ورغم التهديدات التي تعرض لها، في السنوات الماضية، أصر على البقاء في سوريا مناديًا بإسقاط النظام، ورافضًا سلطة الجماعات “المتشددة”.

اغتيل فارس مع صديقه الناشط حمود جنيد على يد ملثمين في وسط كفرنبل، وغدا خبر “استشهاده” يومًا أسود في إدلب، فارتباطه بالثورة السورية وأثره طوال سنوات نشاطه السلمي يكاد يعطي شعورًا بانتهاء الثورة مع خبر الاغتيال، خاصةً مع توجه الأنظار إلى محافظة إدلب بالوقت الحالي ومحاولات تصويرها بأنها بقعة سوداء بعيدًا عن أي حراك سلمي مدني.

من مواليد عام 1972، عرف بـ”مهندس اللافتات الشهيرة” في كفرنبل، وهو من الناشطين البارزين الذين التزموا بالخروج في المظاهرات ضد النظام السوري منذ اليوم الأول للثورة حتى اليوم.

كان فارس مديرًا لراديو “فريش” المحلي، والذي ينتقد الجماعات المتشددة ومن بينها “هيئة تحرير الشام”، والمسؤول الإعلامي للافتات كفرنبل، وشغل أيضًا مدير “اتحاد المكاتب الثورية” (URB).

بينما يعمل جنيد مصورًا وثق بكاميرته أحداث الثورة والقصف على مدار السنوات السابقة.

درس فارس في كلية الطب البشري في مدينة حلب، دخلها في عام 1990 وتركها بعد ثلاثة أعوام لأسباب شخصية، وتنقل فيما بعد بين لبنان وسوريا شاغلًا عدة أعمال بينها التجارة وتسيير المعاملات.

برز اسم رائد في آذار 2011، ونشط حينها مع صديقه المحامي ياسر السليم، وعن الشرارة التي أطلقت لافتات كفرنبل، قال في مقابلة مع عنب بلدي في تموز 2012، إن شرارة الحراك الثوري وإبداع الكذب في قناة “الدنيا” (الموالية للنظام السوري) كانا سببين مباشرين لظهور فكرة اللافتات.

رفض ابن كفرنبل عدة عروض دولية للخروج من سوريا رغم تعرضه للتهديد بالاغتيال، وأصر على البقاء في إدلب، وكان قد تعرض في عام 2014 لمحاولة اغتيال على يد مجهولين أطلقوا عليه الرصاص، ودخل حينها إلى المشفى وأجرى عملية جراحية حساسة في الصدر.

وتزامنت محاولة الاغتيال آنذاك مع تهديدات من قبل “جبهة النصرة”، التي داهمت مقر “راديو فرش” الذي يعمل به مرات متكررة في السنوات الأولى للثورة السورية.

كما أقدمت “النصرة” (المنحلة في هيئة تحرير الشام) على اعتقال فارس مرتين، إحداهما في عام 2014 مع المصور حمود جنيد على حاجز في معرة النعمان، والأخرى مع الناشط، هادي العبد الله في عام 2016 من مقر الراديو في كفرنبل.

في حديث سابق إلى عنب بلدي، قال فارس، “الضغط من النصرة ليس طبيعيًا، لذلك اضطررنا للتوقف”، مشيرًا إلى أن عمل الفتيات في راديو “فريش” وتشغيل “الموسيقا” هي من ذرائع “النصرة” لإغلاق الراديو.

تمكن فارس إلى جانب العشرات من الناشطين في كفرنبل إلى جعلها من أهم المدن المهتمة بشؤون الثورة والمتميزة بحراكها المدني، والذي اختص بلوحات ولافتات تعبيرية اهتمت بها أشهر المعارض، لكونها تعبر عن حالة سلمية تهدف إلى التعبير عن آراء السوريين.

كان “متواضعًا” لازمت صوره المظاهرات في إدلب إلى جانب رفاقه الذين استشهد بعضهم كالمصور خالد العيسى، واعتقل البعض الآخر وأبرزهم المحامي ياسر السليم والذي اعتقلته “تحرير الشام” من منزله في كفرنبل، في أيلول 2018.

ومنذ اعتقال السليم طالب فارس بالإفراج عنه من سجون “الهيئة”، وفي مطلع تشرين الثاني 2018، كتب منشورًا عبر “فيس بوك” قال فيه، “استمروا في هذا الحقد واستمروا في تلك الفتن، لكن أحذركم من كفرنبل (…) هي الحليم والصبور ولكن حين تنفجر لبوة تدافع عن أبنائها وجذوة النار”.

وأضاف فارس أن صديقه السليم اعتقل من منزله لأنه تحدث وعبر عن رأي فقط وهو ليس مجرمًا ولا قاتلًا، واعتقل فقط لأنه تكلم.

في مقابلة له مع قناة “الغد العربي”، في 2014، في أمريكا خرج فارس بقميص جاء به من كفرنبل، قائلًا إنه يمثل شعب، وتحدث عن العمل الإعلامي في الشمال السوري، وأن “الإعلامي والناشط الصحفي أصبح هدفًا، ويحمل على أكتافه الثورة السورية”.

وأضاف فارس أن الوصول إلى الإنجازات في الثورة يحتاج إلى “تضحيات”، مشيرًا “الثورة هدمت مزرعة الأسد، وسيبقى وطن للسوريين يعيشون فيه”.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة