اتجهت الحكومة التركية إلى استيراد أصناف محددة من المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها مدن ومناطق ريف حلب الشمالي، لمساعدة الفلاحين على التسويق من جهة ولسد جزء من النقص الذي تعاني منه، ما يخفض الأسعار في أسواقها المحلية.
البطاطا كانت أول المحاصيل التي بدأت تركيا باستيرادها من ريف حلب، في تموز 2018، وكدفعة أولى، استوردت الحكومة التركية أربعة آلاف طن من المحصول، وبحسب وزارة المالية التركية، تغطي هذه الكمية نسبة 1% من احتياجات السوق.
وأشارت الوزارة إلى أن العملية انعكست على السوق، إذ انخفض سعر الكيلو من ثماني ليرات إلى ليرتين.
الفستق الحلبي هو المحصول الثاني الذي فتح باب التسويق له إلى تركيا، وفي 20 من تشرين الثاني الحالي، حدد المجلس المحلي في مدينة مارع بريف حلب الشمالي شروط تسويق الفستق الحلبي للمزارعين من المنطقة إلى تركيا.
ونشر المجلس بيانًا قال فيه إن تسويق الفستق يتطلب الحصول على بطاقة منشأ من المجلس المحلي، بالإضافة إلى حساب في بنك Ptt التركي يجب على المزارع أن يمتلكه.
وأضاف المجلس أن التسويق يتم عن طريق معبر الراعي فقط، ويكون التسليم خلال خمسة أيام عمل كل أسبوع، تبدأ يوم الاثنين وتنتهي يوم الجمعة.
وتشابه شروط تسويق الفستق الحلبي محصول البصل، والذي فتح باب تصديره إلى الداخل التركي اليوم، الجمعة 23 من تشرين الثاني.
وفي حديث لعنب بلدي قال عبد الله الحافظ مدير المكتب الزراعي في المجلس المحلي لمارع إنه يجب على المزارع الذي يود التسوق أن يمتلك بطاقة منشأ صادرة من المجلس المحلي بالإضافة إلى حساب بنكي في مركز ptt.
وأوضح الحافظ أن سعر الكيلو الواحد للبصل يبلغ مابين 120- 130 قرشًا تركيًا، وذلك حسب الجودة، وعلى المزارع أن يأخذ بعين الاعتبار أن التسويق يكون عبر معبر الراعي وضمن خمسة أيام كل أسبوع تبدأ الاثنين وتنتهي الجمعة.
وتدعم تركيا بعض المحاصيل التي تسعى لاستيرادها كالعدس والحمص، وتقدم للفلاحين مبيدات فطرية وحشرية، بالإضافة إلى دعمها للأشجار المثمرة كالفستق والرمان والكرز.
وفي حديث سابق مع مدير شعبة الزراعة في مدينة دابق بريف حلب، نوري أحمد، قال إن تسليم الحبوب والمحاصيل الزراعية المراد استيرادها من قبل تركيا يتم تجميعها في مركز “آفاد” القريب من معبر الراعي.
وبحسب الحافظ فإن الهدف من تسويق البصل إلى تركيا هو إفادة المزارع في الريف الشمالي، كون أغلب المزارعين يعتمدون على الزراعة.
وقال، “ربما تدور الأسئلة كيف يفيد التسويق المواطن، وإذا صُدرت البضاعة سيرتفع ثمنها على المواطن (…) أقول هذا صحيح ولكن المواطن اشترى هذه المادة الزراعية طيلة فترة الصيف، وأكثر مواطنينا يخزنونه في بيوتهم واشتروه بسعر 40 ليرة سورية”.
وأضاف في حال لم يُبَع البصل بين فترة شهر تشرين الثاني الحالي وكانون الثاني المقبل سيكون مهددًا بالتلف.
ولا تقتصر الخطة التركية في استيراد المحاصيل الزراعية من ريف حلب على البطاطا فقط، بل تجري دراسات حاليًا لاستيراد أصناف مختلفة، سواء المحاصيل الشتوية أو الصيفية، بحسب ما قال مسؤولون في المجالس المحلية في ريف حلب لعنب بلدي.
–