الرهاب الاجتماعي

  • 2015/01/18
  • 10:56 م

أسماء رشدي

الرهاب الاجتماعي هو القلق والخوف من مواقف يكون فيها الطفل عرضةً للتفاعل مع الآخرين، أو في مواقف يكون فيها الطفل مركز اهتمام.

يوصف الأطفال الذين لديهم درجة عالية من الخوف الاجتماعي بأنهم أطفال خجولون، وجوهر المشكلة التي يعانون منها هو الخوف من أن الآخرين قد يظنون بهم ظن السوء، ويخافون من ارتكاب الأخطاء أو القيام بأفعال قد تسبب الحرج لديهم، وقد يمرون ببعض الأعراض الجسدية مثل الغثيان، آلام المعدة، احمرار، ورجفان.

تبين الدراسات أنه بين 1 إلى 9 بالمئة من الأطفال والمراهقين قد تتطور هذه المشكلة لديهم عندما يكبرون إذا لم يخضعوا للعلاج. ويتم تشخيص الطفل بهذه المشكلة عنما تستمر أعراضها لمدة ستة أشهر، تاركةً تأثيرًا كبيرًا على حياة الطفل. إن الأطفال الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي قد يتجنبون العديد من الحالات التي تتطلب التفاعل مع الآخرين، بما في ذلك مقابلة أشخاص جدد، والتحدث على الهاتف، الانضمام إلى الفرق كفريق الرياضة في المدرسة مثلًا، الإجابة على الأسئلة في الصف، أو ارتداء ملابس مختلفة قليلًا.

لا يلاحظ الخوف الاجتماعي عادة في مرحلة ما قبل المدرسة وخلال مرحلة المدرسة، لأن الطفل عادةً ما يكون هادئًا ومطيعًا. الخجل في حد ذاته ليس مشكلة، ولكنه يصبح مشكلة أكثر تعقيدًا عندما يحول دون متعة الطفل بحياته، ويمنعه من المشاركة في النشاطات اليومية مثل النقاشات داخل الصف في المدرسة، أو من إقامة علاقات صداقة مع الآخرين. مثال على ذلك: أحمد طفل لديه أربع سنوات من العمر، يخاف من مقابلة الآخرين، والتحدث أمام أشخاص جدد، وعادة ما يصاب باحمرار الوجه، إضافة إلى تعرق راحات يديه بشكل كبير جدًا. حالة أحمد لا بد من متابعتها من قبل أخصائي في حال استمرت لمدة تزيد عن الستة أشهر.

الرهاب الاجتماعي في الطفولة لا يسبب فقط الضغوط الداخلية ولكنه نذير لاضطرابات لاحقة، فاحتمالية إصابة هؤلاء الأطفال بالاكتئاب والمحاولات الانتحارية في مراهقتهم أو مع تقدمهم بالعمر احتمال كبير جدًا، وتكون الحساسية العالية للمواقف الاجتماعية مرتبطة بتدني مفهوم الذات والخوف المفرط من النقد والرفض الاجتماعي. أما المستويات العليا للرهاب الاجتماعي لدى الفتيات فإنها تعزز الشعور الحاد بالوحدة والعزلة والبعد عن الأصدقاء.

إذا وجدت الأعراض السابقة لدى طفلك، فمن الأفضل عرضه على طبيب نفسي مختص، وذلك لمساعدته على تقديم العلاج المناسب. بعض الحالات قد تتطلب علاجًا دوائيًا إلى جانب العلاج النفسي، وبعض الحالات قد تتطلب كلا العلاجين الدوائي والنفسي معًا، وذلك يعتمد على درجة وشدة القلق الذي يعانيه الطفل، العمر، ومدى تأثيره على حياة الطفل والمشاكل التي خلفها.

مقالات متعلقة

أسرة وتربية

المزيد من أسرة وتربية