“سائليني حين عطرت السلام.. كيف غار الورد واعتل الخزام.. أنا لو رحت أسترضي الشذا لانثنى لبنان عطرًا يا شآم”، من شعر سعيد عقل، غنت المطربة اللبنانية فيروز، قصيدة اعتبرت من أجمل ما قيل في دمشق.
رغم استحواذ دمشق على مجموعة من أجمل القصائد التي غنتها فيروز، لكن مدنًا عربية أخرى كان له نصيبها من تلك الأغاني، وبعضها تحول إلى أغان وطنية.
وافق أمس الأربعاء 21 من تشرين الثاني، يوم ميلاد المطربة اللبنانية فيروز، التي ولدت عام 1935، وارتبط اسمها بحفلات معرض دمشق الدولي.
اشتهرت فيروز بالغناء للمدن ولشعوب البلدان العربية، من دون الزعماء، وهذه أهم أغنياتها:
أغنية “يا شام عاد الصيف”
رائعة الشاعر اللبناني سعيد عقل، ودائمًا ما كانت تتصدر ذاكرة الأغنية الرحبانية في مجال المدن العربية، فكانت شاهدة على موعد موسم الأغنية الفيروزية السنوي، في دمشق في حفلات المعرض.
ويقول مطلعها “يا شام عاد الصيف متئدًا وعاد بي الجناح.. صرخ الحنين إليك بي أقلع ونادتني الرياح”.
أغنية “بغداد”
رغم تضارب المعلومات عن مؤلف كلمات قصيدة “بغداد” إن كان سعيد عقل أو الأخوين رحباني، إلا أن الإجماع كان على النجاح الذي حققته فيروز في حفلتها في بغداد عندما غنت هه القصيدة، التي يقول مطلعها “بغداد والشعراء والصورُ.. ذَهَبُ الزمان وضوعُهُ العَطرُ.. يا ألف ليلةَ يا مُكَمّلة الأعراس.. يغسل وجهك القمرُ”.
أغنية “غنيت مكة”
تغنت قصيدة الشاعر سعيد عقل، بمكة المكرمة، رغم أنه من أتباع الدين المسيحي، لما عرف عنه من التعمق في الأديان، واستطاعت فيروز أن تحول من قصيدته أغنية خالدة.
يقول مطلع الأغنية “غنيت مكة أهلها الصيدا.. والعيد يملأ أضلعي عيدا.. فرحوا فلألأ تحت كل سما.. بيت على بيت الهدى زيدا”.
https://www.youtube.com/watch?v=VASZE243pg0
أغنية “زهرة المدائن”
من كلمات وألحان الأخوين رحباني، غنت فيروز أغنية للقدس، وسميت فيها “زهرة المدائن”، وذلك بعد احتلال القدس عام 1967، وقدمت فيروز ألبومًا كاملًا عن القدس، ومن ضمن تلك القصائد التي غنتها “سيف فليشهر” للشاعر سعيد عقل، التي تقول فيها “الآن الآن وليس غدًا.. أجراس العودة فلتقرع”.
أغنية “مصر عادت شمسك الذهب”
رغم أن فيروز قدمت أغان لموسيقيين مصريين، مثل “الحلوة دي” لسيد درويش، وأغنية “شط اسكندرية”، إلا أن قصيدة سعيد عقل “مصر عادت شمسك الذهب” كان لها وقع مختلف، إذ غنتها فيروز عقب حرب تشرين (أكتوبر).
أغنية “عمان في القلب”
نهاية آب عام 1953، صدر العدد الأول من مجلة “الإذاعة السورية”، وتضمّن لقاءً مطولًا مع سعيد عقل اجتُزئ من حديث ألقاه الشاعر أمام الميكروفون في دمشق، كما جاء في المقدمة.
تحت عنوان “الشعر والغناء”، قال الشاعر اللبناني “ما دمنا في الإذاعة، وما دمتم تسألونني عن الشعر العربي والغناء، لا بد لي أن أشير إلى ظاهرة غريبة، هي أن معظم الشعر الذي غُنّي في أوروبا، باستثناء مقطوعات للشاعر غوته، كان شعرًا ركيكًا، وأنك لتعرف أسماء جميع ملحّني الأوبرات ولكنك لا تعرف اسمًا واحدًا من واضعي شعرها، ولكن هذا لا يعني أن الغناء كُتب عليه الشعر الهزيل، وأتساءل هل يكون في بعض ما غُنّي لأحمد شوقي، وما تغنّيه فيروز من شعر الأخوين رحباني خطوة ذات شأن في هذا المضمار؟ إنّني أميل إلى التفاؤل”.
بهذا الكلام يمكن تفسير عظمة القصائد التي كتبها عقل لتغنيها فيروز، فقد حرص على أن يقدم الأفضل حتى لو كان هذا الشعر مصيره أن يتحول إلى أغنية.
من شعره الذي قاله في العاصمة الأردنية عمان “عمان في القلب.. أنت الجمر والجاه.. ببالي عودي مري.. مثلما الآه”.