شهدت مدينة الحسكة ليلة أمس قصفًا متبادلأ بين قوات الأسد والوحدات الكردية تزامنًا مع نزول دبابات النظام إلى شوارع المدينة، بعد سيطرة الوحدات على دوار الإطفاء وعددٍ من المواقع دون تنسيق مع نظام الأسد.
وأفاد الناشط سراج الحسكاوي أن قوات الأسد استهدفت ليلة أمس حواجز الوحدات الكردية وميليشيا الأسايش التابعة لها في حي تل حجر، ردًا على استيلاء الأخيرة على دوار الإطفاء في اليوم ذاته دون تنسيق مع النظام.
وقال الحسكاوي إن التصعيد أتى بعد تحذيرات وجهها القائد العسكري في الحسكة، محمد خضور، للوحدات بالانسحاب، إلا أنها رفضت فكان الرد بقصف الموقع بالمدفعية، ثم نزلت الدبابات إلى الشوارع لتسود حالة من الترقب والخوف بين الأهالي.
وأشار شهود عيان من الحسكة لعنب بلدي، أن الاشتباكات مازالت مستمرة وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى بين الجانبين إضافة إلى ضحايا مدنيين، مشيرين إلى أن الوحدات أسرت عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني عند حاجز مشفى الكلمة بحي الحجر.
وأكدت آمنة (اسم مستعار لأسباب أمنية) وهي إحدى سكان حي النشوة لعنب بلدي أن القصف يسمع صداه في أنحاء المدينة وسط حالة من الخوف والقلق من تصعيد يؤدي إلى دخول الحسكة في حرب حقيقية، وتضيف “لم تمضِ على معركة غويران عدة أشهر فقط… النظام مسيطر على المدينة والتعايش فيها أصبح أمرًا طبيعيًا، لم نعد نريد الحرب”.
وكانت الحسكة شهدت آب الماضي، معارك عنيفة في حي غويران ذو الغالبية العربية الذي كان يقع تحت سيطرة قوات المعارضة، استخدمت قوات الأسد في المعارك مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الطيران، الأمر الذي أدى إلى انسحاب المعارضة منه مع بداية شهر أيلول 2014، بعد خسائر بشرية ودمار كبير في الحي.