المقابر الجماعية في الرقة باتت مرئية عبر “جوجل إيرث” (فيديو)
بالأمس لم يكن بوسع أحد إلا سكانها ومن بقي فيها، أن يرى مآسي وويلات ما عاشته مدينة الرقة “عروس الفرات”، أما اليوم فيستطيع أي شخص في العالم أن يرى شاهدًا من شواهد الموت التي عصفت بالحجر والبشر داخل المدينة المنكوبة.
أصبحت صور الأقمار الصناعية التي توفرها خدمة “جوجل إيرث” تظهر مواقع المقابر الجماعية التي حفرت في الحدائق بين الأحياء والمنازل.
الصور الموضحة لأماكن المقابر الجماعية تعود إلى بدايات العام 2017، حين حوصرت مدينة الرقة ومن بداخلها حصارًا خانقًا من قبل التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية جوًا، وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة منها.
أبرز المقابر التي تم الكشف عنها كانت مقبرة البانوراما، والتي بدأ العمل فيها، مطلع تشرين الأول الحالي، وسط توقعات بتجاوز عدد الجثث فيها حاجز 1500، وكانت قد سبقتها مقبرة “الجامع العتيق”، والتي تم الانتهاء من سحب الجثث منها، في أيلول الماضي، بالإضافة إلى مقبرة حديقة الأطفال، ومقبرة الحديقة البيضة، ومقبرة حديقة الجامع القديم، ومقبرة حديقة بناء الجميلي، ومقبرة التاج، ومقبرة السلحبية الغربية، ومقبرة الفخيخة، ومقبرة معمل القرميد، وبعض البيوت المدنية في حي البدو، ومقبرة الرشيد.
ويمكن لأي موطن من الرقة بأن يميز منظر مدينته من الأعلى، بالاستدلال على الحدائق التي تحولت إلى مقابر جماعية ضخمة، كما يميز سكان أي مدينة معالم مدينتهم من بنيان أو آثار عمرانية وما شابهها.
يقول وليد الرقاوي، أحد المواطنين الموجودين داخل مدينة الرقة لعنب بلدي، إن 80% ممن دفنوا في تلك المقابر هم نازحون من مناطق أخرى في سوريا، لم يستطيعوا مغادرة المدينة بسبب منع تنظيم “الدولة” خروجهم وفي وقت كان التحالف الدولي يقصف كل شيء.
قدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” عدد القتلى المدنيين خلال معارك “تحرير” الرقة بأكثر من 2323 مدنيًا، بينهم 543 طفلًا، و346 امرأة بالغة، في الفترة بين تشرين الثاني 2016 وتشرين الأول 2017.
كما وثق التقرير المنشور في كانون الأول من العام الماضي، وقوع 99 مجزرة خلال العمليات، واعتقال ما لا يقل عن 1896 شخصًا، بينهم 33 امرأة و28 طفلًا، على يد أطراف النزاع الفاعلة وهي التحالف الدولي و”قسد” وتنظيم “الدولة”.
وحدد الناشط “سمير” المهتم بالخرائط العسكرية في سوريا، تموضع أبرز المقابر في المدينة في تسجيل نشره عبر حسابه في “تويتر”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :