فتح معبر “مورك”.. تكاليف نقل عالية وأتاوات على الحواجز

  • 2018/11/18
  • 1:02 ص

معبر مورك (خاص عنب بلدي)

ريف حماة – إياد عبد الجواد

“تواصلت مع عدد من سائقي الميكروباصات إذ طلب أحدهم مبلغًا وقدره 20 ألف ليرة سورية، فقصدت سائق باص آخر طلب مبلغ 45 ألف ليرة سورية (ما يعادل 100 دولار أمريكي)، مع العلم أن سعة الباص أكثر من 45 راكبًا”.

هكذا عبر “أبو النور” (تحفظ على ذكر اسمه الصريح)، لعنب بلدي، وهو أحد الركاب الذين اضطروا للسفر إلى مدينة حماة، ذهابًا وإيابًا، بغية قبض راتبه.

ويقول “أبو النور”، “مضت ثلاثة أشهر لم أقبض فيها راتبي، بسبب إغلاق معبري مورك وقلعة المضيق، وبعد أن تم فتح معبر مورك توجهت لأقبض راتبي من مدينة حماة التابعة لسيطرة النظام، لكني فوجئت بارتفاع كبير لتكلفة الركوب، والتي تعادل راتبًا شهريًا”.

وتحدث “أبو النور” عن استغلال حاجة الركاب من قبل السائقين، “الذين يتحججون بدفع مبالغ مالية كبيرة لحواجز النظام”، لافتًا إلى أن المدة التي يقضيها الركاب حتى يصلوا من مدينة مورك إلى محافظة حماة تتجاوز أربع ساعات، وأن هذه المدة طويلة، بسبب التفتيش والتدقيق من قبل حواجز النظام على الركاب.

عشرة آلاف “أتاوة” عن كل راكب

في حين يعزو سائقو الباصات، رفعهم أسعار النقل إلى رسوم فرضتها قوات النظام على الحواجز على الأوتوستراد الدولي، على الرغم من أن المسافة بين معبر مورك ومدينة حماة، لا تتجاوز 30 كيلو مترًا.

ويقول أحد السائقين لعنب بلدي، (طلب عدم كشف اسمه لأسباب أمنية)، إن “سبب ارتفاع سعر نقل الراكب الواحد والذي بلغ 20 ألف ليرة سورية، (ما يقارب 40 دولارًا أمريكيًا تقريبًا) من مدينة مورك حتى مدينة حماة، يعود إلى الرسوم التي تفرضها حواجز النظام، إذ يقوم أول حاجز بالقرب من مدينة صوران بأخذ مبلغ وقدره عشرة آلاف ليرة سورية، وثلاثة حواجز أخرى تقوم بأخذ مبلغ ألفي ليرة سورية كرسوم لكل راكب”.

وأكد السائق لعنب بلدي أنه يدفع مبلغًا وقدره 450 ألف ليرة سورية، (ما يعادل 1000 دولار أمريكي)، لمرة واحدة، رسوم سنة كاملة على الحاجز، الذي توجد فيه عناصر الفرقة الرابعة، والمخابرات الجوية، والذي يقع عند مدخل محافظة حماة.

وأضاف أنه يضطر لدفع مبلغ 200 ألف ليرة سورية فيما بعد، كرسم سنوي، يعطى لكل الحواجز.

من يدير المعبر؟

بعد فتح معبر “مورك” في ريف الشمالي أمام التجارة والنقل بين مناطق المعارضة ومناطق النظام، في 2 من تشرين الثاني الحالي، عادت حركة الخروج والدخول إلى عهدها سابقًا، بعد إغلاقه لمدة ثلاثة أشهر من قبل الشرطة الروسية.

ويدار المعبر من قبل “هيئة تحرير الشام”، التي فتحته مع مناطق سيطرة النظام السوري، في تشرين الثاني من العام الماضي، بعد سيطرتها على قرية أبو دالي، شرقي حماة، والتي عادت سريعًا لسيطرة قوات الأسد.

ويأتي فتح المعبر بعد شهرين من توقيع اتفاق إدلب بين روسيا وتركيا، وقضى بإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين النظام السوري والمعارضة.

ويندرج معبر مورك في المنطقة منزوعة السلاح، والمتفق على تشكيلها بعرض 20 كيلو مترًا على طول خط التماس بين النظام السوري والمعارضة.

ويقع المعبر في الريف الشمالي لحماة، وجاء بديلًا عن معبر قرية أبو دالي، التي سيطرت عليها قوات الأسد مؤخرًا.

وفي آب الماضي أغلقت الشرطة الروسية المعبر بشكل نهائي، إلى جانب معبر قلعة المضيق، وتزامن ذلك حينها مع وصول تعزيزات لقوات الأسد إلى محيط إدلب.

ونص اتفاق إدلب، الموقع بين روسيا وتركيا في أيلول الماضي، على فتح الطريقين الدوليين دمشق- حلب واللاذقية- حلب (M4) و(M5).

وبحسب ما أعلنت تركيا على لسان وزير خارجيتها، مولود جاويش أوغلو، ستنفذ هذه العملية قبل نهاية العام الحالي.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية