متحف دمشق يعود بآثار مكانها فارغ

  • 2018/11/18
  • 12:57 ص

المتحف الوطني في دمشق - 13 من تشرين الثاني 2018 (عنب بلدي)

دمشق – ماري العمر

بعد سبع سنوات على إغلاقه بدعوى الحفاظ على مقتنياته من السرقة، أعاد المتحف الوطني في دمشق فتح أبوابه من جديد، في 28 من تشرين الأول الماضي، ليعرض آثارًا تم استقدامها من مناطق شهدت نزاعات في سوريا، فيما غابت عنه آثار أخرى كانت موجودة سابقًا.

في العام 2012، أعلنت مديرية الآثار والمتاحف التابعة لحكومة النظام السوري عن إغلاق المتحف الوطني في دمشق، الذي يعتبر من أهم المتاحف في المنطقة، وذلك خوفًا من تعرضه لأعمال النهب والتخريب، رغم أنه يقع في قلب العاصمة وفي مكان بعيد عن المناطق الساخنة.

خمسة أقسام.. وأمكنة فارغة

عنب بلدي أجرت زيارة غير رسمية للمتحف الوطني في دمشق، للاطلاع على الأقسام المعروضة فيه، والتي تعود بمجملها للحقبتين الرومانية والبيزنطية، وعدد من الحضارات السورية القديمة.

القسم الأول في المتحف يضم آثارًا تعود لعصور ما قبل التاريخ، مثل بداية صناعة الفخار وعمل التماثيل منه، أما القسم الثاني فيضم مخطوطات قديمة تدل على الأبجدية التي اكتشفها الإنسان في سوريا.

في حين يضم القسم الثالث آثارًا جلبت من مدينة تدمر الأثرية، التي تعرضت للتخريب نتيجة العمليات العسكرية التي شهدتها عامي 2016 و2017، بالإضافة لوجود لوحات فسيفساء وأحجار بازلتية منحوتة وقطع نقدية قديمة.

القسم الرابع هو قسم عربي إسلامي عُرضت فيه واجهة قصر الحير الغربي، والقسم الأخير هو قسم الفن الحديث الذي يحتوي تماثيل لشخصيات عرفها التاريخ الحديث مثل عالم الطب ابن سينا.

وفي الحديقة الخارجية للمتحف الوطني، عرضت العديد من القطع الأثرية أيضًا، من بينها تمثال لأسد، وأعمدة تعود للعصر الروماني، بالإضافة إلى لوحات فسيفسائية أثرية.

لكن اللافت هو وجود العديد من الأماكن الفارغة، التي كانت مخصصة بالأساس لعرض الآثار فيها، ولدى سؤال المسؤول العام عن المتحف عن سبب فراغ تلك الأماكن، امتنع عن الإجابة، ورفض إعطاء أي تفسير آخر عن مقتنيات المتحف.

وتشير تصريحات المسؤولين السوريين في الآونة الأخيرة إلى أن الحكومة استقدمت العديد من الآثار من مناطق سورية مختلفة وجلبتها إلى دمشق “للحفاظ عليها”، ويقدر عددها بنحو تسعة آلاف قطعة، بحسب ما قال مدير عام الآثار والمتاحف، محمود حمود، لوكالة الأنباء الرسمية (سانا).

لكن عدد التحف المعروضة في المتحف الوطني أقل من المتوقع، إذ يفترض أن تُعرض فيه الآثار التي استقدمت من المناطق الأثرية السورية.

قوانين تُطبق على الزائرين السوريين فقط

حددت مديرية المتاحف والآثار السورية تسعيرة الدخول إلى المتحف الوطني في دمشق بـ 50 ليرة سورية للزوار السوريين، وهي تسعيرة تعتبر رمزية في ظل غلاء الأسعار الذي تشهده البلد، في حين حددت التسعيرة للزوار الأجانب بـ 300 ليرة سورية (ما يعادل نصف دولار تقريبًا).

ويفتتح المتحف أبوابه للزوار يوميًا، ما عدا يوم الجمعة، من الساعة التاسعة صباحًا حتى الرابعة مساء، وسط تشديد القوانين داخله، إذ يمنع على الزائرين التقاط الصور، باستثناء الزوار الأجانب، وهذا ما لاحظناه مع صحفية فرنسية كانت تزور المتحف وتلتقط الصور وتجري لقاءات مع المسؤولين هناك، وسط اهتمام بالغ.

وعند زيارتنا للمتحف لاحظنا ضعف إقبال الزائرين، إذ إن أغلبهم كانوا يجلسون في حديقة المتحف التي حظيت باهتمام لوجود أشجار وبحيرة في وسطها.

وتقول إحدى الزائرات السوريات لعنب بلدي، والتي تدرس في قسم الآثار بجامعة دمشق، إن سبب زيارتها هو عمل حلقة بحث عن العديد من الآثار، خاصة تلك التي تدل على معركة طروادة الشهيرة.

وأضافت لعنب بلدي، “هنالك العديد من الآثار المهمة وخاصة التي تعود للحقبة البيزنطية”.

الغموض يخيم على المتحف، إذ إن عدم وجود مسؤول يرافق الزائرين يخلق لديهم الكثير من الاستفسارات وإشارات الاستفهام، خاصة مع وجود أماكن فارغة، وتضارب تصريحات المسؤولين السوريين مع ما هو معروض فعلًا في المتحف الوطني.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع