استخدم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بطولة قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، والذي يعد رمزًا من الرموز الوطنية في سوريا، من أجل حث شباب مخافظة السويداء على الالتحاق بقواته العسكرية.
واستغل الأسد استقباله لمختطفي السويداء اليوم، الثلاثاء 13 من تشرين الثاني، لتوجيه رسائل إلى شباب المدينة للالتحاق بالخدمة العسكرية، وعدم التهرب من “خدمة الوطن”، بحسب تعبيره.
وقال الأسد إن سلطان باشا الأطرش لم يهرب، عندما ناداه واجب الدفاع عن سوريا في وجه الفرنسيين، ونصّب قائدًا للثورة السورية، بالرغم من وجود قادة غيره، لأنه حمل راية الوطن ولم يحمل راية الجبل أو راية المحافظة.
ويأتي اللقاء مع المخطوفين بعد إعلان النظام السوري تحرير 17 مختطفًا من قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية”، الخميس الماضي، بعملية قال إنها جاءت عقب اشتباكات مع عناصر التنظيم.
ويوجد في محافظة السويداء أكثر من 40 ألفًا من المتخلفين عن الخدمة العسكرية، بشقيها الإلزامي والاحتياطي، وهي أرقام غير رسمية.
وأضاف الأسد أنه يجب الدفاع عن سوريا وليس عن المحافظة أو قرية فقط، في إشارة إلى شباب السويداء الذين اشترطوا الالتحاق بالخدمة ضمن المحافظة فقط.
وأسهب الأسد في حث شباب المدينة للالتحاق، واعتبر أن كل شخص تهرب من “خدمة الوطن” يتحمل ذنب كل مخطوف في سوريا وكل قتيل سقط، بحسب قوله.
كما اعتبر أنه “من يريد أن يثبت بطولته وشرفه ووطنيته ويتحدث عن العرض يلتحق بالقوات المسلحة، ولا يجلس خلف شاشات الهاتف والكمبيوتر ويضع خططًا استراتيجية من هناك”.
وطلب من المخطوفين عند العودة إلى السويداء توعية الشباب الذين هربوا من أداء الخدمة للالتحاق بقواته.
وكانت قضية المخطوفين شغلت المحافظة خلال الأشهر الأربعة الماضية، ووجهت أصابع الاتهام إلى النظام بالوقوف وراء تسهيل دخول التنظيم إلى السويداء في تموز الماضي.
وقتل في العملية ما يزيد عن 200 شخص وخطف 29 آخرين.
وكان وفد أمني زار السويداء، منتصف الشهر الماضي، يرأسه العميد في قوات الأسد، بسام العربيد، التقى وجهاء من المحافظة وعرض عليهم خدمة المتخلفين عن الخدمة الاحتياطية وقسمُا من المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، الذين تجاوز عمرهم 35 عامًا، في الفيلق الأول في حال التحاقهم، لكن العرض قوبل بالرفض.
وتزامن حديث الأسد مع دعوة رئيس مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، شباب مدينة السويداء إلى الالتحاق بالخدمة الإلزامية في قوات الأسد، بحسب بيان نشره “المكتب الإعلامي للرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين” عبر “فيس بوك”، أمس الاثنين 12 من تشرين الثاني.