ردود فعل رافضة لاعتماد “حكومة الإنقاذ” راية جديدة في إدلب

  • 2018/11/12
  • 2:07 م
مظاهرات تنادي بأهداف الثورة السورية في مدينة معرة النعمان بريف إدلب - 14 أيلول 2018 (عنب بلدي)

مظاهرات تنادي بأهداف الثورة السورية في مدينة معرة النعمان بريف إدلب - 14 أيلول 2018 (عنب بلدي)

شهد قرار “حكومة الإنقاذ” باعتماد راية جديدة لإدلب ردود فعل رافضة، انقسمت بين شخصيات “جهادية” من جهة وأخرى تتبع للحراك المدني في المحافظة.

وبحسب قرار “الحكومة” يتألف العلم الجديد من أربعة ألوان، وهو خليط بين علم الثورة السورية والراية الإسلامية.

وجاء اعتماده بموجب قرار صادر عن “الهيئة التأسيسية” التي شكلت بموجبها “حكومة الإنقاذ”، العام الماضي، وقالت فيه “يعتمد علم واحد وراية للمناطق المحررة مؤلف من أربعة ألوان، هي اللون الأخضر من الأعلى والأبيض في الوسط وفي الأسفل اللون الأسود”.

وأضافت أنه يكتب على اللون الأبيض في الوسط باللون الأحمر عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.

ويشابه العلم الجديد التي قالت “الحكومة” إن قراره يعتبر نافذًا في “المناطق المحررة” راية الثورة السورية، مع تغيير النجمات الثلاثة الحمر بالشهادتين.

انقسام داخل “تحرير الشام”

أظهر قرار الراية الجديدة مشهدًا واضحًا للانقسام الذي تعيشه “هيئة تحرير الشام”، والتي تشكلت “حكومة الإنقاذ”، في أثناء سيطرتها على مفاصل إدلب بعد مواجهات عسكرية ضد “حركة أحرار الشام الإسلامية، العام الماضي.

القيادي في “تحرير الشام”، أبو مالك التلي، علق على قرار “الحكومة”، وقال عبر “تلغرام”، “ما اجتمعت عليه الجماعات اليوم في الشام تحت رايات مختلفة هو من باب التفريق والتمييز بينهم، والأصل أن الكل يقاتل من أجل لا إله إلا الله ما لم يصرح بغير ذلك”.

وأضاف أنه “لا ينبغي لأي جهة أن تلزم غيرها من الجماعات أو عموم الناس براية محددة اللون أو الشكل، دون مشورة، فهذا باب من أبواب الشقاق ينبغي سده والرجوع عنه”.

وخالف رأي “التلي” ما قام به رئيس المكتب السياسي السابق لـ”تحرير الشام” المعروف باسم زيد العطار، والذي غير صورة قناته عبر “تلغرام” إلى الراية الجديدة المعتمدة من قبل “الإنقاذ”.

وكانت عنب بلدي أشارت، في تشرين الأول الماضي، إلى أن “حكومة الإنقاذ” تعيش انقسامًا بين شخصيات تتبنى فكر “تحرير الشام”، وأخرى ترفض ذلك.

ولم يكن الانقسام في “حكومة الإنقاذ” جديدًا، لكنه طفا على السطح في الشهرين الماضيين.

وعلمت عنب بلدي من مصادر مطلعة أن “الهيئة التأسيسية” عرضت على “الجبهة الوطنية” و”تحرير الشام” تشكيل حكومة جديدة بدلًا عن الحالية، لكن “الهيئة” رفضت ذلك معتبرة أنها خطوة تعود بها إلى الوراء، وتترجم بقبول حل نفسها.

وقال القيادي السابق في “تحرير الشام”، علي العرجاني، عبر قناته في “تلغرام”، اليوم، إن “الجولاني يقرر وحكومة الإنقاذ تطبق”.

وأضاف تعليقًا على القرار “هم مجموعة من الأركوزات حبالهم بيد الجولاني يحركها كيف يشاء، فالأطفال تصدق والرجال يعلمون حقيقتها”.

بالتزامن مع الاتفاق

ويأتي قرار تغيير الراية مع سريان اتفاق محافظة إدلب الموقع بين روسيا وتركيا، والذي قضى بإنشاء منطقة عازلة بين مناطق النظام السوري والمعارضة، على أن يتم التوجه في الأيام المقبلة إلى فتح الطرقات الدولية وتشكيل إدارة مدنية للمنطقة.

وأكدت مصادر مطلعة على عمل “حكومة الإنقاذ” لعنب بلدي القرار الصادر باعتماد العلم الجديد، مشيرةً إلى أنه جاء “بشكل مفاجئ وبعيدًا عن التوقعات، خاصة في الظرف الحالي الذي تمر به إدلب”.

وتحول علم الثورة، في السنوات الماضية، في محافظة إدلب إلى “قضية” تعرض أصحابها للاعتقال على خلفية تعنت الفصائل الإسلامية برفع راياتها فقط.

ويشكل العلم “رمزية” للمدافعين عن رفعه باعتباره الراية الأولى التي رفعت في الحراك السلمي بداية عام 2011، لتمييز المظاهرات الشعبية ضد الأسد، عن المسيرات المؤيدة له.

وبحسب الدكتور في الشريعة الإسلامية، أحمد محمد نجيب “تمّ وضع عبارة التوحيد في وسط العلم بدل النجوم الثلاثة لينال بها صكّ الغفران”.

وتساءل عبر حسابه في “تويتر”، “أيّ مهزلة هذه التي وصلنا إليها؟ (…) أصدر قرارًا بذلك فإما أن تقبله فراية التوحيد تعلوه، وإلا..”.

واعتبر الباحث الإسلامي، عباس شريفة أن القرار هو “مقدمة خبيثة لتجريم كل من يرفع علم الثورة، باعتباره يرفع علمًا مخالفًا للمنصوص عليه قانونيًا من قبل هيئة تأسيس الجولاني”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا