القاعدة الأولى، كن هادئًا، لا تتكلم، هنا الصمت سلاحك من أجل البقاء.
في حبكة تفصيلية مشوّقة، ومع عنصر الرعب المبتكر، يعتمد فيلم”A Quiet Place” (المكان الهادئ)، التمثيل بلغة الإشارة، والترجمة على الشاشة، وحتى مع عدم إصدار أصوات الحركات اليومية المعتادة كالمشي، باستثناء مشاهد يتخللها صوت الوحوش والمياه.
في اليوم 89، وفي قرية مهجورة على حافة العالم، بعد كارثة أرضية مجهولة الأسباب، تعيش أسرة من خمسة أفراد: الأب والأم الحامل وثلاثة أولاد، تكافح لأجل البقاء على قيد الحياة، في جو صمت تام، خشية الوحوش الغريبة، المصابة بالعمى، التي تجتذبها كل أنواع الأصوات.
ومن حسن حظ الأسرة، وجود ابنتهم الصغيرة المصابة بالصمم (وقد لعبت دور هذه الشخصية ممثلة صماء فعلًا)، جعلتهم أكثر تكيفًا مع لغة الإشارة.
الفيلم من بطولة وإخراج جون كراسينسكي، ويعد هذا الفيلم الثالث من إخراجه، إلى جانب الممثلة إيميلي بلنت، التي لعبت دور الزوجة، (وهي في الواقع زوجته أيضًا).
عرض الفيلم لأول مرة في 6 من نيسان 2018، وقيم عالميًا بـ 7.6 من عشرة بحسب موقع “”lMDb، وحققت إيراداته 213 مليون دولار في الوقت الذي قدرت ميزانية العمل بـ17 مليونًا فقط.
طرح الفيلم فكرة الخوف من عدم القدرة على التعبير عن أنفسنا، وصورها في أشكال عدة، كعدم القدرة على الضحك، أو البكاء، وحتى الصراخ عند الألم الشديد.
هذه المشاعر التي لا تنفصل عن النفس البشرية، لكنها تكون مقيّدة في أوقات الحروب والكوارث البشرية، وكثيرًا ما تسبّب خللًا نفسيًا في الإنسان والمجتمع، حتى ضمن الأسرة الواحدة.
عالج الفيلم هذه القضية من خلال قلق الأبوين وغضب المراهقين لعدم قدرتهم على التواصل فيما بينهم، أو الصمت عندما يريدون هم بقرارة أنفسهم، إذ لم يكن الصمت وسيلة للحياة بل ضمن خياراتهم في العيش.