داهمت دورية تابعة لقوات الأمن السورية منزل مراسل قناة “الميادين” اللبنانية، رضا الباشا، بعد تطويق الحي الذي يسكنه في حلب.
وقال الباشا عبر صفحته في فيس بوك أمس، الجمعة 9 من تشرين الثاني، إن “دوريات مجلجلة” داهمت منزله بعد تطويق الحارة التي يسكن بها.
وأضاف أن مذكرة توقيف صدرت بحقه، لكن لم يسمح للمحامي الخاص به الاطلاع على تفاصيل الشكوى، مشيرًا إلى أنها مهما كانت لن تتجاوز جريمة إلكترونية.
وتعتبر الجرائم المعلوماتية من الجرائم المستحدثة في القضاء السوري، وبدأ النظام يتشدد فيها مؤخرًا، وخاصة بعد أن بدأ بعض الإعلاميين والناشطين بانتقاد المسؤولين عبر صفحاتهم.
وقال الباشا إنه خارج سوريا حاليًا وأنه سيحصل على إجازة آخر الأسبوع وسيعود إلى حلب، متسائلًا، “إن كنتم ستطبقون قوانين ملاحقة القتلة وتجار المخدرات واللصوص على الصحفيين فلماذا خرجتم علينا بقانون إعلام؟”.
ولم يذكر سبب ملاحقته من قبل الأمن، لكن نوه إلى أنها “جريمة الكترونية” بعد مطالبته عبر “فيس بوك” بفتح تحقيق في زيادة 100% أقرها الاتحاد التعاوني السكني على المشتركين في الجمعيات السكنية في حلب.
وليست المرة الأولى التي يلاحق بها الأمن السوري المراسل، إذ أوقفته وزارة الإعلام في حكومة النظام السوري عن العمل في سوريا بسبب “مخالفته لقانون الإعلام”.
وجاء ذلك بعد تسليطه الضوء عبر منشوراته على الميليشيات المحلية التي مارست أعمال السرقة والسلب والاختطاف بغية الابتزاز المالي في حلب، بعد سيطرة قوات الأسد على الأحياء الشرقية مطلع 2016.
وتضامن مع الباشا حينها بعض متابعي القناة الذين أطلقوا وسم “متضامن مع رضا الباشا”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن عصابات “التعفيش” هي من أقصته عن المشهد الحلبي بعدما فضحهم بالأسماء.
ورضا الباشا (35 عامًا) وهو صحفي من مواليد بلدة نبل في ريف حلب الشمالي، ويشغل مراسل قناة الميادين في سوريا.
وناشد عبر صفحته في “فيس بوك” رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لـ”إنصاف الصحفيين في سوريا وكف يد سلطة المسؤول عن التلاعب بهم وسحقهم بسطوة القانون”، بحسب قوله.
ولاقت مداهمة منزل المراسل تعاطفًا من قبل مواطنين وصحفيين، إذ كتب المحلل السوري الموالي للنظام محمد كمال الجفا، عبر “فيس بوك”، إن “مذكرة التوقيف التي صدرت ضد الباشا هي وسام شرف يضاف إلى سجله الذهبي في تغطيته الميدانية لسنوات الحرب الظالمة على مدينة حلب”.