ثلاثة مفاصل اقتصادية حيوية في سوريا تحت التصرف الروسي
تستمر روسيا بالسيطرة على مفاصل حيوية في الاقتصاد السوري، عبر امتيازات واتفاقيات بعقود طويلة الأمد تمنحها حكومة النظام السوري.
الروس بدأوا بالبحث عن فاتورة وثمن تدخلهم في سوريا، فوقعوا عشرات الاتفاقيات مع حكومة النظام في مختلف المجالات (نفط وغاز وقمح وفوسفات وكهرباء وطاقة…).
الأسمدة
وبالرغم من الاتفاقيات الكثيرة الموقعة بين الطرفين، هناك ثلاثة مفاصل حيوية سيطرت عليها روسيا، منها “الشركة العامة للأسمدة” في حمص.
وبحسب صحيفة “تشرين” الحكومية، الخميس 31 من تشرين الأول الماضي، فإن الشركة الروسية “ستروي ترانس غاز” وقعت اتفاقًا مع الشركة العامة للأسمدة لاستثمارها.
وقالت الصحيفة إن الطرفين سيوقعان الاتفاقية خلال الأيام المقبلة، وتنص على استثمار روسيا للشركة العامة للأسمدة ومعاملها الثلاثة، لمدة تصل بين 25 و40 عامًا قابلة للتجديد.
وتبلغ حصة الشركة السورية 35%، في حين تبلغ حصة الشركة الروسية 65%، إضافة إلى حصولها على إمكانية تصدير السماد السوري في حال اكتفاء حاجة السوق المحلية.
وتعتبر الشركة السورية أكبر مجمع صناعي كيميائي في سوريا، وتنتج عبر معاملها الثلاثة الأسمدة الآزوتية والفوسفاتية، إضافة إلى إنتاج العديد من المنتجات الكيماوية مثل حمض الآزوت وحمض الفوسفور وحمض الكبريت.
وكانت الشركة تؤمّن حاجة القطاع الزراعي، الذي يشكل الرافد الاقتصادي الأساسي السوري، من الأسمدة.
الفوسفات
وصادق رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في نيسان الماضي، على عقد موقع مع شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية لاستخراج الفوسفات من مناجم الشرقية في تدمر.
وينص العقد على إمكانية إنتاج واستثمار الشركة الروسية للفوسفات السورية مقابل إعطاء حصة للمؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية السورية من الإنتاج بنسبة 30%.
كما تسدد الشركة قيمة أجور الأرض والتراخيص وأجور ونفقات إشراف المؤسسة والضرائب والرسوم الأخرى والبالغة بحدود 2% ولمدة 50 عامًا.
ويبلغ معدل الإنتاج السنوي 2.2 مليون طن من بلوك يبلغ احتياطه الجيولوجي 105 ملايين طن.
وكانت سوريا تأتي في المرتبة الخامسة على قائمة الدول المصدّرة للفوسفات عام 2011، وتعد الهند وروسيا ولبنان ورومانيا واليونان من أبرز الدول المستوردة.
وقال مدير الشركة السابق، فرحان المحسن، في 2009 بحسب موقع” Syria-oil” إن “أرباح الشركة العامة للفوسفات خلال 2008 قُدرت بمليارين ومليوني ليرة سورية”.
ويعتبر منجم خنيفيس ومناجم الشرقية (الصوانة)، التي تقع على بعد 45 كيلومترًا جنوب غرب تدمر، أبرز مناطق استخراج الفوسفات في سوريا.
القمح
وخلال السنوات الماضية عملت روسيا على السيطرة على مادة القمح الاستراتيجية في سوريا من خلال بناء المطاحن وتحكمها بها، أو من خلال توريد مئات آلاف الأطنان من القمح لسوريا بعد صفقات مع النظام، الذي يضطر إلى استيراد المادة من موسكو، بعد تراجع انتاجه في سوريا.
وأعلنت شركة “سوفوكريم” الروسية في شباط 2017 عن بناء أربع مطاحن للحبوب في محافظة حمص السورية، بكلفة 70 مليون يورو، وأن عملية الإنشاء ستكون بالتعاون بين المهندسين الروس والسوريين، وستغطي الحكومة السورية تكاليف البناء.
وفي تصريح سابق للمحلل الاقتصادي يونس الكريم، قال لعنب بلدي إن روسيا تحاول السيطرة على الدولة السورية من خلال السيطرة على القمح والمطاحن، إذ إن الحبوب أحد المقومات الأساسية لإخضاع أي دولة، والسيطرة الروسية على المطاحن تعني السيطرة على لقمة العيش والسيطرة على مورد مالي مهم للدولة السورية، الأمر الذي يجعل الدولة مستقبلًا بحالة عجز غذائي ومالي، وبحاجة إلى روسيا والولاء لها.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :