حسام الجبلاوي/أحمد حاج بكري
اختلفت تسمية العاصفة بين زينة وهدى لكنّ الأكيد أن المواطن السوري هو أكبر المتضررين جراء غياب البنية التحتية المناسبة لمثل هذه الظروف الطارئة؛ فقد شردت العاصفة مئات الأسر في مخيمات جبل التركمان بعد اقتلاع خيامهم، كما سجلت محافظتا اللاذقية وطرطوس خسائر مادية في عدد من المنشآت الحيوية، في حين كان المزارعون أكبر الخاسرين بعد اقتلاع الهواء لمئات البيوت البلاستيكية والأشجار وتلف بنسبة كبيرة في الثمار.
ويبلغ عدد سكان المخيمات في ريف اللاذقية قرابة ألف عائلة من قرى جبلي الأكراد والتركمان ومن المهجرين من مدينة إدلب وريفها ويتوزعون على 5 مخيمات مهترئة وقديمة بنيت منذ عامين بالقرب من الحدود التركية.
أبو خالد، أحد سكان المخيمات الذين التقت بهم عنب بلدي، أفاد أنه تزوج منذ قرابة الشهرين لكنه اضطر لصنع خيمة من القماش نظرًا لعدم توفر الخيم الجاهزة، ومع بداية العاصفة دخلت الأمطار إلى خيمته ومن ثم دمرتها الرياح بشكل كامل، وهو الآن يسكن مع أهله في خيمتهم المجاورة.
ويضيف أنه، مع والديه وإخوته وزوجته وعددهم 7 أشخاص، ينامون داخل خيمة واحدة رغم وصول المياه إلى جزء منها، لكنه في ذات الوقت يقول «إنها أفضل بكثير من منزلنا الذي دمره أحد البراميل المتفجرة في ريف جسر الشغور».
وقال مجدي أبو ريان، أحد أعضاء تجمع شباب الساحل، «أحصينا اقتلاع ما يقارب 120 خيمة بشكل كامل وتضرر العديد من الخيم الأخرى، وبالفعل استجابت بعض الكتائب الثورية في المنطقة مثل حركة أنصار الشام الإسلامية والفرقة الأولى الساحلية، وغيرهم ممن قدم الخيم وبعض الألبسة والحرامات الشتوية».
وأكد أبو ريان أن هناك الكثير من النقص خاصة بالحرامات والألبسة الشتوية مع ندرة وجود حليب للأطفال.
بدوره قال أبو عبير، أحد مسؤولي الإغاثة في الفرقة الأولى، إنه تم تقديم «أكثر من 70 خيمة بدل الخيم المتضررة و3 أطنان من الفحم الحجري ليستخدمه سكان المخيمات في التدفئة».
كما وزع الائتلاف الإغاثي السوري في بلجيكا، بحسب أبي أحمد المسؤول عن الائتلاف في الساحل، كميات من الملابس الشتوية لجميع المخيمات في المنطقة، مطالبًا في بناء مخيم جديد وتجهيزه بشكل كامل ليقلل من مأساة النازحين.
أما في مدينة اللاذقية فقد أوقفت إدارة المرفأ البحري الحركة الملاحية يومي الأربعاء والخميس بعد وصول الأمواج لمستويات عالية قدرت بأكثر من 6 أمتار، وتسببت العاصفة بانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في المدينة نتيجة سقوط بعض الأعمدة الكهربائية في المناطق المرتفعة، كما غمرت المياه في اللاذقية وجبلة وبانياس العديد من المقاهي البحرية والشاليهات الصيفية.
ونقل أيمن، أحد سكان مدينة اللاذقية، المعاناة التي «تضاعفت مع العاصفة»، كما يقول، «زادت ساعات انقطاع التيار الكهربائي وعانى السكان من ندرة وجود المحروقات للتدفئة مع وصول درجات الحرارة في الساحل لدرجات قياسية لم نعهدها هنا».
زراعيًا سُجلت منطقة القرداحة الأكثر تضررًا بحسب قائمة أعدتها مديرية زراعة اللاذقية بالخسائر المسجلة للمحاصيل الزراعية والبيوت البلاستيكية، إذ تراوحت نسبة ثمار الحمضيات المتساقطة في منطقة القرداحة بين 40 و70 بالمئة.
كما ذكر مدير زراعة اللاذقية المهندس منذر خيربك في تصريح لوكالة «سانا» أن «نسبة التضرر في الثمار مبكرة النضج التي لم يتم جنيها حتى تاريخه وصلت إلى 50 بالمئة في المحافظة «.
ووصف خالد، وهو أحد العاملين في المجال الزراعي في اللاذقية، نتائج العاصفة على المزارعين بالكارثية، فقد اقتلعت العاصفة عشرات البيوت البلاستيكية، كما تسببت الرياح العاتية باقتلاع بعض الأشجار الصغيرة وتكسر بعضها الآخر، مشيرًا إلى خسائر كبيرة يواجهها مزارعو الحمضيات نتيجة تراكم المزروعات وارتفاع كلفة نقلها، نافيًا أي تعويضات تصل للمزارعين تصل من حكومة الأسد.
يذكر أن مزارع الحمضيات في الساحل لم تتضرر كثيرًا جراء المعارك في البلاد خصوصًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الأسد، لكن العاصفة هذا العام أسفرت عن خسائر كبيرة تعكس الإهمال الزراعي وعدم مراعاة التدابير اللازمة لهذه الحالات الطارئة حتى في هذه المناطق.