ابتكار جديد ينقذ العاصي من “زهرة النيل”

  • 2018/11/04
  • 11:02 ص

عنب بلدي – ريف حماة

تنتشر “زهرة النيل” بكثافة على سطح نهر العاصي، في سهل الغاب، مهددة الكائنات الحية والثروة السمكية والبيئة بالخطر، من دون إيجاد وسائل مجدية لمكافحتها.

أحمد الياسين مزارع من منطقة سهل الغاب، وتحقيقًا لمقولة “الحاجة أم الاختراع” استطاع أن يتوصل بأدوات بسيطة إلى ابتكار آلة لتجميع “زهرة النيل” المتراكمة على سطح العاصي بمساحات كبيرة وفرمها مباشرة.

يقول أحمد لعنب بلدي، “منذ حوالي سنتين غزت زهرة النيل نهر العاصي، واستعلمنا مبيدات حشرية، ولم نوفر طريقة لمكافحتها لكن دون جدوى”.

وتشكل “زهرة النيل” وباء في كل العالم وليس فقط في سهل الغاب، وتسبب أمراضًا للبشر وتستهلك المياه الصالحة للزراعة يوميًا، فالشتلة الواحدة تستهلك ليترين إلى ثلاثة ليترات من المياه.

ويعتمد سكان سهل الغاب على الزراعة وصيد الأسماك كمصدر لكسب الرزق، مستفيدين من وجود نهر العاصي، لكن انتشار “زهرة النيل” يعيق الأهالي عن كسب رزقهم سواء في الزراعة أو صيد الأسماك، على حد قول أحمد.

بتكلفة بسيطة.. فائدة كبيرة

يفتقر أهالي سهل الغاب بريف حماة لآلات حديثة، ما جعلهم يفكرون بتصنيع آلة بأنفسهم بأقل التكاليف، للحد من انتشار هذه الزهرة.

ويصف أحمد طريقة تطبيقها، “انتزعت محرك دراجتي النارية، وعلى مدى شهرين وبتكلفة 800 دولار أمريكي، ثبّتُّ هذا المحرك على قارب صغير، وركبت شفرات في مقدمة القارب تدور بشكل دائري مثل طواحين الهواء، بشكل تتمكن فيه من فرم زهرة النيل، والتي تموت بمجرد تعرض غلافها للخدش”.

ويدعو أحمد منظمات العمل الإنساني لتقديم العون لأهالي الغاب، وتمويل هذا المشروع ليتمكن من القضاء على مساحات أوسع من انتشار هذه الزهرة، فمن الممكن تصنيع آلة مشابهة ولكن باستطاعة أكبر، فالآلة التي صنعها استطاعتها فرم دونمين فقط.

ما هي “زهرة النيل”؟

“زهرة النيل” أو (الإيكورينا) أو (زنبقة الماء)، عشبة موطنها الأصلي البرازيل، وسميت “زهرة النيل” لأنها تكثر فوق نهر النيل، ويرجع دخولها إلى مصر إلى زمن محمد علي باشا، الذي أدخلها بوصفها نبات زينة، كونها تحمل زهرة جميلة بنفسجية اللون.

تعيش على المسطحات المائية، وازدادت خطورة هذه النبتة السامة مع اتساع رقعة انتشارها في السنوات الأخيرة بشكل كبير خصوصًا في المناطق غير الآمنة، إذ تتكاثر في اليوم الواحد 11 مرة، الأمر الذي يتعذر معه مكافحتها واستئصالها، ما يؤدي إلى انتشارها الكثيف في مختلف المسطحات المائية في المنطقة والمناطق المجاورة.

وتطفو الزهرة على سطح الماء وتتكاثر بسرعة كبيرة، مستهلكة كميات هائلة من المياه والأوكسجين منها، ما يغير قوامها ويجعلها فاسدة وذات رائحة كريهة.

وسبق أن نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مدير الموارد المائية في الغاب عام 2014، أن اتساع انتشار هذه النبتة سببه توفر البيئة المناسبة لها، وارتفاع درجة الحرارة، ونوعية المياه الملائمة، وقلة الآليات الثقيلة (البواكر).

واستطاعت الحكومة المصرية الحد من انتشارها بنشر حشرات معينة تقضي عليها، بطريقة “التوازن البيئي”، بعد أن اضطرت لاستخدام مبيدات شديدة السمية أدت إلى موت الحيوانات.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية