عنب بلدي – ريف حلب
تتجه تركيا إلى تنظيم العمل الطبي في مناطق ريف حلب الشمالي وتقديم الخدمات الطبية للأهالي في المنطقة، عبر بناء مستشفيات وإقامة دورات لفئة الشباب من أجل تهيئتهم للمجال الطبي.
عقب دعمها لفصائل “الجيش الحر” وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من المنطقة قامت تركيا ببناء ثلاثة مستشفيات، اثنان في كل من مدينة الباب والراعي يتسعان لـ 200 سرير، والثالث في مدينة مارع وتصل قدرته الاستيعابية إلى 75 سريرًا، بمساحة 30 ألف متر مربع لمستشفى الباب، ومستشفى الراعي بـ 20 ألف متر مربع ومارع عشرة آلاف متر مربع.
ولأن هذه المستشفيات تحتاج إلى كادر طبي ذي خبرة، أعلنت عدد من المجالس المحلية في المنطقة (اخترين واعزاز والراعي وصوران) إقامة دورات تمريض لمدة ستة أشهر لحملة الشهادة الثانوية (ذكور وإناث) من عمر 20 حتى 40 سنة، في حين اشترط مجلس اعزاز أن يكون المتقدم طالبًا في المعاهد الصحية سنة أولى أو ثانية، وليست لديه شهادة.
رفد المراكز الصحية بكادر طبي
وتهدف الدورات إلى رفد المستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات في المنطقة بكوادر طبية من ممرضين ومساعدي تمريض وإداريين، بحسب ما قال رئيس المجلس المحلي في اخترين، خالد ديبو، لعنب بلدي.
وأشار مدير العلاقات العامة في المجلس المحلي في مدينة الراعي، علاء حمد، لعنب بلدي إلى أن الدورة تهدف إلى الحد من الانتهاكات في سلك التمريض، على اعتبار أن أغلب العاملين لا يحملون شهادات.
وانتشرت في الأشهر الأخيرة بمناطق الشمال السوري معاهد خاصة وفعاليات لمنظمات مجتمع مدني تقدم دورات تمريض لأيام، وتعتمد على مدربين “لا يملكون المعايير المناسبة”، وتمنح المتدربين شهادات في نهاية التدريب.
ونتيجة ذلك أصدرت نقابة التمريض والفنيين والقابلات في ريف حلب الشمالي والشرقي بيانًا، في 29 من تشرين الأول الماضي، قالت فيه إنها لا تعترف بشهادات التمريض التي تمنحها المعاهد الخاصة.
وجاء في البيان، “لا نعترف بهذه الشهادات الصادرة عن هذه المعاهد والدورات، ونطلب من الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات المناسبة”.
وأكدت النقابة أنها لن تعترف إلا بالشهادات الصادرة عن معاهد التقانة الطبية التابعة لوزارة التعليم، والمعاهد الصحية التابعة لوزارة الصحة فقط.
أطباء سوريون يعارضون الفكرة
وتستهدف الدورة فئة الذكور والإناث، وأوضح ديبو أن العدد المطلوب في اخترين 30 متدربة ومن عشرة إلى عشرين متدربًا، في حين سيكون المستفيدون في مدينة الراعي 70 شخصًا، 20 متدربة و20 متدربًا.
وسيمنح المتدربون في ختام الدورة شهادة من مديرة الصحة في مدينة كلس التركية، بحسب حمد، وسيتم توظيفهم بشكل رسمي في المشافي التي ستفتح في المنطقة خلال الفترة المقبلة، إلى جانب المراكز الصحية المنتشرة في المنطقة.
وأوضح حمد أن بعض الأطباء السوريين عارضوا الفكرة باعتبار أن مدة الدورة، وهي ستة أشهر، غير كافية لتخريج ممرضين ومساعدي تمريض، مستندين إلى أن طالب التمريض كان سابقًا يدرس مدة أربع سنوات على الأقل من أجل تأهيله للدخول في المجال الطبي.