هددت تركيا بالتدخل في إدلب شمالي سوريا في حال خالفت الفصائل المسلحة اتفاق سوتشي الموقع مع روسيا، بحسب تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو.
وقال أوغلو في مؤتمر صحفي مع نظيريه الإيراني والأذربيجاني اليوم، الثلاثاء 30 من تشرين الأول، إن “تركيا ستكون أول المتدخلين في حال تصرفت المجموعات الإرهابية والراديكالية في محافظة إدلب السورية بشكل مخالف لاتفاقية سوتشي”.
وكانت تركيا توصلت إلى اتفاق مع روسيا، في 17 من أيلول الماضي، يتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة ومناطق سيطرة النظام في إدلب.
المنطقة بعمق 15 كيلومترًا في إدلب و20 كيلومترًا في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وينص الاتفاق على انسحاب الفصائل الراديكالية من المنطقة المتفق عليها.
وكانت فصائل “الجيش الحر” المتمثلة بـ“الجبهة الوطنية للتحرير” أعلنت، مطلع تشرين الأول الحالي، الانتهاء من سحب السلاح الثقيل من المنطقة منزوعة السلاح، مشيرةً إلى أن نقاط تمركزها لا تزال ثابتة على الجبهات الفاصلة مع النظام السوري.
ولم يقتصر سحب السلاح، في الأسبوعين الماضيين على فصائل “الجيش الحر”، بل شمل “هيئة تحرير الشام”، التي سحب السلاح منها من ريف اللاذقية الشمالي وجبهات إدلب دون إعلان رسمي، بحسب مصادر عنب بلدي.
وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أكد انسحاب قسم كبير من العناصر “الراديكالية” (المتشددة) من المنطقة منزوعة السلاح (العازلة) في مدينة إدلب.
وقال أكار في مقابلة مع وكالة “الأناضول” التركية، الأربعاء 24 من تشرين الأول، إن قسمًا كبيرًا من العناصر الراديكالية والأسلحة الثقيلة انسحبوا من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وتزامن ذلك مع اتهام وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، لتركيا بعدم التزامها بتنفيذ الاتفاق.
لكن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، نفى ذلك، ورد على تصريحات المعلم بالقول إن روسيا لا ترى تهديدًا في الاتفاق حتى الآن.
وأضاف بيسكوف، بحسب وكالة “سبوتنيك”، اليوم، أن الوضع معقد لكن الجانب التركي يبذل جهودًا كبيرة للوفاء بالتزاماته تجاه الاتفاق، وهذا ما أكد عليه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين خلال قمة إسطنبول الرباعية السبت الماضي.