جريدة عنب بلدي – العدد 25 -الأحد – 22-7-2012
نور الحموي – خاص عنب بلدي
منذ بداية الثورة في سوريا، كانت حماة من المدن الأولى التي انضمت إلى ركب الثورة، وسارع شبابها بالخروج في المظاهرات السلمية التي طالبت بإسقاط النظام السوري، وقد واجهتها عصابات الأمن بالرصاص الحي من اليوم الأول لها، وقد تميزت هذه التظاهرات بالزخم الثوري كالمظاهرات الحاشدة في ساحة الشهداء (ساحة العاصي)، ومظاهرات ريفها الثائر، التي كان للإبداع فيها النصيب الكبير كطيبة الإمام وكرناز وكفرزيتا وحلفايا وغيرها.
وتعيش حماه اليوم منذ اقتحامها من قبل الجيش النظامي احتلالًا تامًا حيث تملأ شوارع حماه الحواجز الأمنية والسواتر الترابية التي أقامها الجيش، ويتعرض العديد من أحيائها ومناطق ريفها يوميًا إلى حملات دهم واعتقال كما تتعرض لاقتحام بالدبابات والمدرعات وناقلات الجند، وللقصف بمدافع الهاون والصواريخ وبالمروحيات، الأمر
كما تشهد مدينة حماه وريفها يوميَا اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي، مخلفةً خسائر كبيرة في صفوف الجيش النظامي، رغم أن الطبيعة الجغرافية لمدينة حماه التي تتصف بالانحدار نحو نهر العاصي تسهل على عصابات الأمن والجيش المتمركزة في المدينة السيطرة على معظم أحيائها، مما يؤدي إلى صعوبة تحرك عناصر الجيش الحر ضمن المدينة.
واستقبلت حماه العديد من العائلات التي نزحت من مدن أخرى بسبب القصف والتدمير والقتل، مما أدى إلى حدوث ازدحام في بعض الأحياء وعدم القدرة على تلبية احتياجات النازحين كافة، وخصوصًا السكن، بسبب قلة الموارد بشكل عام.
كما شهدت مدينة حماه وريفها منذ انطلاق الثورة الكثير من المجازر التي خلفت العديد من الشهداء والجرحى، وربما من أكثر المجازر وحشية ودموية مجزرة التريمسة، التي تلت مجزرة القبير بأسابيع قليلة، ففي صباح يوم الخميس 12\7\2012 قامت قوات الاحتلال الأسدي بمحاصرة المدينة وقصفها بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، تزامن ذلك مع عدة محاولات لاقتحامها باءت بالفشل على أيدي أبطال الجيش الحر. وبعد سقوط أكثر من 20 شهيدًا في الصباح دخلت عناصر من الشبيحة الموالين للنظام وهم من قرى محيطة بمدينة التريمسة نذكر منها (الصفصافة، تل سكين، حنجور)، واقتحموا المدينة من جهة الريف الغربي، وعاثوا فسادًا فيها، فقاموا بقتل كل من وصلت إليه أيديهم من الرجال والشباب والأطفال والنساء، إما ذبحًا بالسكاكين أو بإطلاق النار من مسافات قريبة، بالإضافة لقصف بعض المنازل وهدمها بشكل كامل على رؤوس من فيها.
واستمرت هذه المجزرة من الساعة الخامسة عصرًا حتى الثامنة مساءَ، وسقط فيها ما يقارب 252 شهيدًا، معظمهم من الأطفال والنازحين من القرى المجاورة، وقد تم إحصاء حوالي 150 شهيدًا في مسجد التريمسة الكبير وحده، وتوزع باقي الشهداء في الأراضي الزراعية أثناء محاولة الأهالي النزوح عن المدينة، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى والمصابين.
وبعد هذه المجزرة ارتفع عدد شهداء حماه ليزيد عن 2100 شهيدًا كما وصل عدد المعتقلين إلى ما يقارب 90 معتقلًا لم يفرج إلا عن أعداد بسيطة منهم كما وصل عدد اللاجئين من مدن سورية أخرى حوالي 400 ألف لاجئ من حمص وريفها وريف دمشق وإدلب وريف حلب.