في القسم الغربي من محافظة حماة تتربع مدينة مصياف الجبلية، التي كان لأبنائها نصيب وافر في حرب الأسد ضد “المجموعات الإرهابية” كما يصفها إعلامه؛ ورغم أنها فقدت المئات من أبنائها تعيش المدينة اليوم واقعًا إنسانيًا سيئًا في ظل انقطاع الكهرباء وتراكم الثلوج في شوارعها.
وتتكون مصياف من نسيج اجتماعي إذ يقطنها العلويون والسنة والإسماعيليون والمسيحيون، وكانت قد بدأت في حراكها الثوري ضد نظام الأسد مع بداية الثورة واعتقل عشرات من أبنائها بعضهم فارق الحياة تحت التعذيب؛ إلا أن شخصيات البلدة وعلماءها أكدوا على ضرورة تحييدها عن الصراع في سوريا، لما فيه من تبعات كونها مدينة تضم عدة طوائف وميول سياسية من موالين ومعارضين.
أبناء الطائفة العلوية في المدينة نالوا نصيبهم من حرب الأسد ضد شعبه، إذ تنتشر صور القتلى في شوارع المدينة، ويقول سامر وهو أحد أبناء الطائفة الإسماعيلية من مصياف، في حديثٍ لعنب بلدي، إن “المدينة باتت شبه خاوية فشبابها يخدمون في جيش الأسد أو ضمن قوات الدفاع الوطني، وكل يوم تقريبًا لدينا تشييع للقتلى في المعارك المنتشرة على امتداد البلاد”.
أكثر من ألف قتيل أو مفقود من أهالي مصياف خلال 4 أعوام من الحرب الدائرة في البلاد من أصل 35 ألف نسمة، بحسب سامر، الذي أضاف أن “مشفى مصياف الوطني يحوي جثثًا في براداته ويقوم نظام الأسد بتسليمها إلى ذويها على دفعات متقطعة خشية غضب شعبي محتمل”.
وأردف سامر في حديثه عن قتلى مصياف “إن أي معركة لقوات الأسد كان لمصياف حصتها من القتلى، كمعارك الشاعر في حمص ومورك في حماة، ومعارك الرقة ودير الزور وغيرها”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن “أبناء الطائفة العلوية بدأوا يتذمرون من زج أبنائهم في أتون الحرب المستمرة”.
تعيش مصياف اليوم وفي ظل موجة البرد التي ضربت سوريا واقعًا معيشيًا صعبًا، في ظل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وانخفاض درجات الحرارة لمعدلات قياسية غير مسبوقة وتراكم الثلوج في شوارعها، في ظل انهيار اقتصادي تشهده عموم البلاد وارتفاع معدلات الأسعار بشكل كبير.
–