تركيا تحتفل بالذكرى 95 لتأسيس الجمهورية
تحيي تركيا الذكرى 95 لتأسيس جمهوريتها، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
ويتزامن الاحتفال بعيد الجهورية مع افتتاح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المرحلة الأولى من مطار اسطنبول الدولي الجديد، وهو أكبر مطار في العالم.
ويعتبر عيد الجمهورية من أهم الأعياد الرسمية في تركيا، ويكون يوم عطلة رسمية، وتشهد ساحات الولايات التركية احتفالات شعبية، ويزين الناس شوارعهم بالعلم التركي.
معاهدات ما بعد الحرب
كانت معاهدة “سيفر” التي عقدت عام 1920 بين الحلفاء وعلى رأسهم (فرنسا، بريطانيا، والولايات المتحدة) من جهة، والسلطنة العثمانية من جهة أخرى، بمثابة “صلح” بين الطرفين بعد هزيمة الأخيرة في الحرب العالمية الأولى.
قبلت السلطنة بالاتفاقية، لكن الحركة القومية التركية بزعامة مصطفى كمال أتاتورك، رفضت إبرامها بعد توليها الحكم عام 1923، لما رأته فيها من ظلم وإجحاف بحق الدولة التركية.
كان من أهم بنود المعاهدة خضوع سوريا والعراق للانتداب، واستقلال شبه الجزيرة العربية، واستقلال إرمينيا.
لم تحصل معاهدة “سيفر” على اعتراف دولي سوى من قبل اليونان، ونتيجة لاستمرار حرب التحرير في تركيا وتحقيقها انتصارات ملموسة، حظيت حكومة أنقرة بالاعتراف الدولي الذي أهلها لتمثيل تركيا في مؤتمر توقيع معاهدة “لوزان” للسلام.
كانت معاهدة “لوزان” للسلام التي أبرمت في لوزان بسويسرا، في 24 من تموز عام 1923، بهدف إنهاء الصراع القائم بين الإمبراطورية العثمانية، وقوات الحلفاء المتمثلة بالإمبراطورية البريطانية، والجمهورية الفرنسية، ومملكة إيطاليا، وإمبراطورية اليابان، ومملكة اليونان، ومملكة رومانيا منذ بداية الحرب العالمية الأولى .
عملت المعاهدة على تحديد حدود الجمهورية التركية الحديثة، مع اعتراف الحلفاء بالسيادة التركية داخل الحدود الجديدة.
في المقابل تخلت تركيا عن السيادة على بلاد ما بين النهرين (العراق) وفلسطين (بما في ذلك الأردن)، وأصبحت ولايات بريطانية، أما سوريا (بما في ذلك لبنان)، فأصبحت خاضعة للانتداب الفرنسي، بينما احتفظت تركيا بالأناضول، وأصبحت أرمينيا جمهورية مستقلة تحت ضمانات دولية.
أما في أوروبا، فتنازلت تركيا مع أجزاء من تراقيا الشرقية وبعض جزر بحر إيجه إلى اليونان، ودوديكانيز ورودس إلى إيطاليا، وأبقت فقط على القسطنطينية (اسطنبول الحديثة) وضواحيها، بما في ذلك منطقة المضيق (الدردنيل والبوسفور)، والذي تم تحييده وتدويله، وحصل الحلفاء على المزيد من السيطرة الفعلية على الاقتصاد التركي مع حقوق الاستسلام.
قيام الجمهورية
كانت من أولى نتائج توقيع اتفاقية “لوزان” الاعتراف بمصطفى كمال أتاتورك قائدًا للبلاد، وكان من ضمن بنود هذه الاتفاقية شرط إلغاء السلطنة العثمانية إذ أصبحت تركيا بعد ذلك دولة تمثل القومية التركية فقط.
مصطفى كمال اتاتورك (1881 – 1938)، هو قائد الحركة التركية الوطنية التي تشكلت في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وهو الذي أوقع الهزيمة بالجيش اليوناني في الحرب التركية- اليونانية عام 1922، وبعد انسحاب قوات الحلفاء من الأراضي التركية جعل عاصمته مدينة أنقرة، وأسس جمهورية تركيا الحديثة، وألغى الخلافة الإسلامية، وأعلن علمانية الدولة.
كما حدثت تغييرات كثيرة في شكل الدولة ونظامها السياسي والاجتماعي حينما ألغيت المدارس الدينية، وألغي العمل بالأحرف العربية ليحل محلها الأحرف اللاتينية.
وكان ذلك في 29 من تشرين الأول، عام 1923، لكن معاهدة “لوزان” ينتهي سريانها عام 2023، إذ تم توقيعها لمدة 100 عام.
وقال أردوغان عن المعاهدة إن “خصوم تركيا” أجبروها على توقيع “معاهدة سيفر” عام 1920، وتوقيع “معاهدة لوزان” عام 1923، وبسبب ذلك تخلت تركيا لليونان عن جزر في بحر إيجه، ويصف معاهدة سيفر، بأنها “الشوكة الأولى في الظهر العثماني”، لأنها أجبرتها على التنازل عن مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت واقعة تحت نفوذها.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :