تكريم عمر البطش “عملاق” الموشحات الحلبية
تحتفي دار “الأوبرا” بالملحن السوري الراحل عمر البطش، الذي عرف بموشحاته الحلبية.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أن دار الأوبرا ستحيي اليوم الأحد 28 من تشرين الأول، حفلًا موسيقيًا، إحياء لذكرى الملحن الشيخ عمر البطش، تعيد فيها ألحانه التي قدمها على مدى نصف قرن.
وسيشهد الإحياء فصول رقص السماح، الذي جعل منه فنًا راقيًا بعد أن طور فيه وأخرجه من إطاره الديني، وجعله فنًا قائمًا بذاته، فأدخل فيه وصلات وحركات جديدة.
من هو عمر البطش
من عمالقة الفن في حلب، وهو ملحن سوري يمثل المدرسة السورية الحلبية المعاصرة، في تلحين الموشحات، وفي رقص السماح المرافق لها، بحسب ما كتبه عنه الباحث الموسيقي سعد الله آغا القلعة، في موقع “أوج”.
ولد البطش في حي “الكلاسة” بحلب عام 1885، ولحن في حياته 134 موشحًا، وكان مرجعًا في المقامات النادرة، خصوصًا “السيكا”.
ويروى عن البطش في “موسوعة حلب” أنه اجتمع بالموسيقار المصري محمد عبد الوهاب مرتين في حلب، وكان معه الشيخ علي الدرويش، الفنان الحلبي المشهور، ونخبة مختارة من الفنانين الحلبيين المشهورين.
ودار حوار بين محمد عبد الوهاب الذي قال إنه لم يسمع موشحات من نغمة “السيكا” الأصلية سليمة من نغمات الخزام، فرد البطش “سأسمعك غدًا موشحات من نغمة السيكا الأصلية”.
ولما خرج الفنانون اشتبك الشيخ علي الدرويش مع البطش في نقاش فني حاد، ولام البطش على تسرّعه بحجة أنه ليس لدينا موشحات إلا من نغمة الخزام، فأجابه البطش “أليس من العار أن يزور محمد عبد الوهاب حلب، وهي سؤرة الفن في الشرق ونكون في موقف العاجز أمامه في هذا الميدان، غدًا ستسمع وصلة من نغمة السيكا الأصلية الخالية من نغمات الخزام”.
وسهر البطش ليلته وجادت قريحة هذا الفنان الجبار بفيض من الوحي والإلهام الفني فلحن وصلة من نغمة السيكا، وفي اليوم الثاني أسمع عبد الوهاب موشح “يا معير الغصن” والثاني “رما قلبي رشا أحور” والثالث موشح سماعي دارج.
سافر البطش إلى دمشق عام 1947 عندما بدأت إذاعة دمشق إرسالها وافتتح معهدًا موسيقيًا تابعًا لها، فاستدعاه فخري البارودي إلى دمشق لتدريس الموشحات ورقص السماح في المعهد، والاستفادة من خبرته في الإذاعة.
فتتلمذ على يديه في المعهد مجموعة من الطلاب أصبحوا فيما بعد من أعلام تلحين الموشح في سوريا، ومنهم الشقيقان عدنان وزهير منيني الذي توفي أول من أمس الجمعة 26 من تشرين الأول، عن عمر ناهز 89 عامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية في دمشق، وسعيد فرحات وبهجت حسان وعمر العقاد.
ومن أهم طلاب البطش الموسيقار والملحن المصري سيد درويش، الذي زار سوريا مع فرقته عام 1914 لتقديم عروضه المسرحية حيث تعلم منه أساليب تلحين الموشح وأوزانه وإيقاعاته التي لم يعرفها درويش من قبل، ليعود إلى مصر ويلحن مجموعة من الموشحات منها “يا شادي الألحان” و”منيتي عز اصطباري” و”يا بهجة الروح”.
في عام 1949 عندما بدأت إذاعة حلب إرسالها استدعته إدارة الإذاعة ليقوم بتدريب كورالها على غناء الموشحات، وكان من أفراد الكورال صبري مدلل، صباح فخري، ومصطفى ماهر، واستمر عمله في إذاعة حلب حتى رحيله سنة 1950.
البطش كان يحفظ أكثر من ألف موشح بكلماتها وألحانها، وبلغ عدد الموشحات التي لحنها 134 ضاع قسم منها وبقي عدد من روائع ما وضع بهذا الفن منها “صاح قم للحان” و”يمر عجبًا”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :