عنب بلدي – عفرين
“القرار ظالم، ولكن خوفًا سنعطيهم ما يريدون…الناس لم تعترض”، هذا ما قاله أحد فلاحي ناحية راجو شمال غربي عفرين في ريف حلب الشمالي، تعليقًا على قرار للمجلس المحلي في المنطقة يحدد فيه نسبة فرضها على محصول الزيتون الخاص بفلاحي المنطقة.
المجلس المحلي لناحية راجو أصدر تعميمًا، في 15 من تشرين الأول، يقضي باقتطاع أصحاب المعاصر نسبة 10% من محصول الزيتون الخاص بالفلاحين الذين سجلوا أسماءهم وهم موجودون في أراضيهم، فيما يقضي باقتطاع نسبة 20% من محصول الزيتون من غير الموجودين ومن وكلوا أقرباءهم بجني محاصيلهم، لصالح المجلس المحلي في ناحية راجو.
آثار القرار
مصادر متقاطعة من فلاحي الناحية قالت لعنب بلدي إن للقرار آثارًا سلبية وخاصة أن نسبة 10% أو 20% ليست بالقليلة.
وحاولت عنب بلدي التواصل مع عدد من الفلاحين، ولكن معظمهم امتنع عن الإدلاء بأي تصريح خوفًا من الملاحقة من قبل الفصائل.
وأدلى أربعة فلاحين بتصريحاتهم، ولكنهم فضلوا عدم ذكر أسمائهم في التقرير، واعتبر الفلاحون الأربعة أن التكاليف مرتفعة بعض الشيء على الفلاح دون تقديم نسبة من محصوله لأي أحد.
ويصل سعر صفيحة الزيت الفارغة 800 ليرة سورية، فيما تباع صفيحة الزيت بسعر يتراوح بين 13 ألفًا و15 ألف ليرة، وتبلغ أجور العامل 2500 ليرة يوميًا، بالوقت الذي يحتاج قطاف الموسم ما بين الشهر والشهر والنصف، أي أن الأجور المدفوعة للعمال تصل إلى نحو 300 ألف ليرة سورية، في حال كان يعمل بالموسم أربعة عمال فقط.
هذه المصاريف لا تشمل مصاريف الجرارات الزراعية والمحروقات ونقل الموسم للمعاصر، إذ يكلف نقل كيس الزيتون (الشوال) ألف ليرة إلى المعاصر، ويزن “شوال” الزيتون بين 80 و90 كيلوغرامًا.
أتاوات ورفض التوكيلات
وتحدث الفلاحون عن أن “الأتاوة” التي يطلب دفعها عن كل شجرة زيتون تقدّر بـ 500 ليرة سورية، في حال كان صاحب الأرض غير موجود ووكل أحد أقاربه على أرضه.
واعتبرت المصادر أنه “إذا كان الموكل من المكون العربي فلا بأس في حال لم يدفع، إلا أن القانون يسري على الموكل الكردي”، مضيفةً أنه على الرغم من ذلك كان المواطنون خاضعين لهذه القوانين، حتى تفاجؤوا بإيقاف التوكيل ومنعه منعًا باتًا بأمر من رئيس المجلس المحلي للمنطقة، وقالت المصادر إنه عند الاستفسار من رئيس المجلس عن السبب كان الرد “أنها أوامر”.
وطالب الفلاحون بالمنطقة بإصدار بيان رسمي بهذا الأمر لكن رئيس المجلس المحلي رفض ذلك.
وحاولت عنب بلدي التواصل مع رئيس المجلس المحلي لناحية راجو إلا أنها لم تلق ردًا.
وذكر الفلاحون أن المجالس المحلية في المنطقة ترفض بيع زيت الزيتون والزيتون لخارج المنطقة، ويتم البيع لتجار معينين.
موارد عفرين الاقتصادية
تعتبر منطقة عفرين من المناطق المعروفة بجودة زراعتها، وهي مصدر رئيسي لدخل معظم سكانها، إذ تحتل الزراعة المقام الأول لدى الأهالي وتسهم في تكوين الناتج المحلي بنسبة 70% من إجمالي الإيرادات، بحسب إحصائيات سابقة لـ “الإدارة الذاتية”.
ويعتبر نهر عفرين مصدرًا مهمًا للمياه في المنطقة، ويبلغ طوله حوالي 149 كيلومترًا، إضافة إلى وجود عدد من الجداول والينابيع.
وتشتهر المنطقة بأشجار مثمرة من أهمها السفرجل والتفاح والمشمش والجوز واللوز والفستق الحلبي والتين، إضافة إلى شجرة الرمان التي تحتل مرتبة متقدمة في إنتاج سوريا، إذ تبلغ مساحة زراعتها حوالي 18 ألف دونم، وبلغ عدد أشجارها في 2011 نحو 720 ألف شجرة تنتج حوالي 14400 طن، بحسب ما قاله معاون رئيس دائرة زراعة “عفرين”، أحمد عباس، لموقع “حلب” في تشرين الثاني 2011.
أما شجر الزيتون فيغطي معظم المساحات الزراعية، إذ احتلت هذه الزراعة المرتبة الأولى في المنطقة، من حيث المساحة والإنتاج وتحولها إلى مصدر رئيسي للأهالي، وبحسب “الإدارة الذاتية” يبلغ عدد أشجار الزيتون حوالي 18 مليون شجرة، وتصل كمية إنتاج الزيت إلى 270 ألف طن في الأعوام المثمرة، ويحتل الزيتون العفريني مكانة مميزة في الأسواق المحلية والدول المجاورة.
كما توجد في المنطقة 250 معصرة زيت زيتون، ومعامل وورشات إنتاج صابون الغار ومعمل كونسروة ومعمل تعبئة مياه، وثلاث مصاف للنفط وحوالي 20 مقلعًا للأحجار.