أمراض الشتاء.. كيف نتعامل معها

أمراض الشتاء

camera iconImage Source: Canva

tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

يأتي فصل الشتاء ومعه الأمراض، مثل أمراض الجهاز التنفسي والمفاصل والجلد والنوبات القلبية وغيرها، تُعرف بشكل عام باسم أمراض الشتاء. تحدث هذه الأمراض نتيجة للتغيرات في الطقس، إذ تؤدي برودة المناخ إلى تنمية الجراثيم والفيروسات في الجو. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر البرد على الجهاز الحيوي بشكل عام ويؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي. كما أن الاعتقاد الخاطئ بأن البرد لا يسبب التعرق مثل فصل الصيف يؤدي إلى عدم الاهتمام بالنظافة بشكل جيد، مما يؤدي إلى تراكم العرق ونمو البكتيريا والإصابة ببعض الأمراض الجلدية. نلقي الضوء هنا على أهم أمراض الشتاء وكيفية الوقاية منها.

ما أشيَع أمراض الشتاء؟

  • الأمراض التنفسية: نزلات البرد، الإنفلونزا، التهاب الأنف، التهاب الحلق، التهاب الجيوب، التهاب الأذن الوسطى، التهاب القصبات الهوائية، الربو.

تعتبر الفيروسات أشيَع أسبابها، ولكن قد تحدث الأمراض بسبب جرثومي أو بسبب تحسسي، وتحدث العدوى الفيروسية أو الجرثومية عن طريق الرذاذ التنفسي في أثناء العطاس والسعال وعن طريق مفرزات الأنف واللعاب، وتنتقل عبر الهواء أو الأيدي عادة، ويمكن أن يصاب كامل أفراد العائلة عن طريق طفلهم المعرض للعدوى في المدرسة مثلًا، كذلك يحفز الهواء البارد نوبات الربو بشكل كبير، وتصبح الحالة أسوأ حين يصاب المريض بالزكام أو الإنفلونزا، إضافة لذلك فإن أنظمة التدفئة المنزلية تحفز نوبات الربو أيضًا.

  • الأمراض الهضمية: تشنج الأمعاء، القرحات الهضمية، التهاب المعدة والأمعاء بالنوروفيروس.

يؤدي التعرض للبرد إلى تشنج عضلات البطن، ما يسبب ألمًا بطنيًا وشعورًا بالغثيان وقد يحدث الإقياء، كما تحدث تشنجات في جدران المعدة والأمعاء والكولون وفرط حركة فيها ما يؤدي للإصابة بالمغص المعوي والإسهال، ويكون هذا الإسهال حادًا (يستمر لفترة قصيرة نسبيًا).

كما يسبب البرد انقباض الأوعية الدموية ويعيد توزيع الدم من جديد على مناطق حيوية في الجسم، وهذا قد يعرض المريض للتقرحات مثل قرحة المعدة والاثني عشر.

كما يعتبر نوروفيروس واحدًا من أكثر الفيروسات انتشارًا في العالم، ويعرف بفيروس الشتاء لكونه يظهر وينتشر بشكل كبير خلال الطقس البارد، وهو يصيب المعدة ويسبب الإقياء والإسهال مع ألم وتشنجات في المعدة إضافة إلى ألم حاد في العضلات وصداع وعطش شديد نتيجة فقدان الجسم للسوائل، وهو فيروس شديد العدوى، ينتقل عن طريق الطعام الملوث أو المياه الملوثة، ولا يوجد علاج محدد له، لكن يتم إعطاء المريض مضادات الإسهال والكثير من السوائل، وتشفى الحالة خلال بضعة أيام.

  • الأمراض الجلدية: قرحات البرد الجلدية، جفاف الجلد، عضة الصقيع.

قرحة البرد هي بثور صغيرة ممتلئة بسائل شفاف تتشكل حول الفم أو الأنف وعلى الذقن، يتسبب بها فيروس الهربس البسيط عادة، وتحدث نتيجة الإصابة بالإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي والتعرض للرياح الباردة والإجهاد العاطفي أو الجسدي، وتشفى عادة من تلقاء نفسها خلال 7 إلى 10 أيام.

الجلد الجاف هو حالة شائعة، وغالبًا ما يكون أسوأ في فصل الشتاء عندما تكون الرطوبة البيئية منخفضة، لذلك يعتبر الترطيب ضروريًا خلال فصل الشتاء، حيث تعمل المرطبات الجلدية كمانع للتسرب لوقف تبخر الرطوبة الطبيعية للبشرة.

وتنتج عضة الصقيع عن نقص تدفق الدم في نهايات الأطراف نتيجة تقبض الأوعية الدموية بفعل البرد الشديد.

  • الأمراض المفصلية: آلام المفاصل، النقرس.

لا يسبب البرد التهاب المفاصل ولكن مع انخفاض درجات الحرارة تصبح المفاصل أكثر تصلبًا ما يؤدي إلى الشعور  بالألم، ويعتبر الداء التنكسي الذي يصيب غضاريف مفاصل الركب هو الأكثر تأثرًا بالبرد، حيث يزداد ألمه دون أن يعرف سبب ذلك، كما يحرض البرد آلام الظهر والرقبة بسبب تقلص العضلات والأربطة.

كذلك فإنه عند وجود ارتفاع بحمض البول في الدم فإن البرد يؤدي إلى تحوله إلى بلورات تترسب في بعض الأماكن ذات التروية الدموية الضعيفة كصيوان الأذنين ومفاصل القدمين، وهو ما يعرف بمرض النقرس.

  • الأمراض الوعائية: الأزمات القلبية، السكتات الدماغية، جلطات الأطراف، برودة اليدين والقدمين (ظاهرة رينو).

يؤدي التعرض للبرد إلى تقبض فوري في الشرايين خاصة في الأطراف، وهذا  يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم ما يزيد العبء على القلب فتزداد نبضاته كما يزداد استهلاكه للأوكسجين، كل ذلك لا يسبب مشكلة عند الشخص الطبيعي الصحيح، لكن في حال كان الشخص مصابًا بتصلب الشرايين أو تضيقها فإن هذا الجهد قد يسبب الذبحة الصدرية والتي من الممكن أن تتطور إلى جلطة قلبية، كذلك فإن الارتفاع المفاجئ والشديد في ضغط الدم قد يؤدي إلى تمزق  اللويحات العصيدية والتخثرات  الدموية  في الأوعية ما يسبب حدوث الجلطات القلبية أو السكتات الدماغية.

وتعتبر ظاهرة رينو حالة شائعة تجعل الأصابع يتغير لونها وتصبح مؤلمة جدًا في الطقس البارد، ويحدث ذلك نتيجة تشنج الأوعية الدموية الصغيرة في اليدين والقدمين، ما يحد من تدفق الدم مؤقتًا فيها.

  • الأمراض البولية: القولنجات الكلوية، زيادة عدد مرات التبول، السلس البولي.

يسبب البرد تقلص عضلات الكلى والحوالب والمثانة ما يؤدي للإصابة بالمغص الكلوي وكثرة التبول، كما تزداد أعراض ضخامة البروستات عند الرجال وتترافق بكثرة التبول الليلي، وكذلك يزداد حدوث السلس البولي خاصة عند النساء، ويزداد حجم البول أيضًا ويصبح لونه فاتحًا لأن برودة الجو تقلل من فقدان الجسم للسوائل.

  • الأمراض العصبية والنفسية: نوبات اختلاج عند مرضى الصرع، الشعور بالكآبة أو ما يعرف باكتئاب الشتاء.

تؤدي تقلبات الجو المفاجئة أحيانا لحدوث تشنجات عند مرضى الصرع، حيث يفقدون بفعل البرد أي استجابة لأدويتهم السابقة، كذلك تبرز في الشتاء مشاكل الاعتلال الموسمي التي تؤدي للشعور بالكآبة أو ما يسمى باكتئاب الشتاء.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بأمراض الشتاء؟

  • تجنب البرد بارتداء الألبسة الشتوية المناسبة، وعدم البقاء في أماكن باردة، وتجنب التعرض للتيارات الباردة أو جفاف بلل المطر على الأجسام.
  • ممارسة الرياضة قدر الإمكان لمنع تصلب المفاصل والعضلات وتحسين الدورة الدموية.
  • الحرص على إجراء التهوية الجيدة للمنزل يوميًا حتى في فصل الشتاء ومع برودة الجو.
  • الابتعاد عن المرضى وتجنب استخدام أدواتهم وحاجياتهم، وغسل اليدين المتكرر بانتظام لمنع نقل الفيروسات بعد ملامسة شخص مصاب أو ملامسة أشياء ملوثة كمسكات الأبواب أو درابزين الدرج..
  • تجنب الانتقال المفاجئ من مكان دافئ إلى بارد لتفادي حدوث صدمة البرد والتي يمكن استيعابها بطريقة بسيطة جدًا وذلك بشرب كأس من الماء البارد قبل الخروج إلى البرد.
  • الإكثار من شرب الأعشاب الطبية كالزعتر البري والنعنع والعكبر وزيت السمسم وزيت حبة البركة والجينسنغ، وكذلك المأكولات الغنية بالفيتامين ث كالليمون وعصير البرتقال.
  • الالتزام ببرامج اللقاحات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية للأطفال، كما يمكن إعطاء لقاح الإنفلونزا للأطفال فوق عمر الستة أشهر ولمرضى الربو والأمراض التنفسية والقلبية، حيث يقي بشكل لا بأس به من الإصابة بالأمراض التنفسية، على أن يتم إعطاؤه قبيل بدء فصل الشتاء (تشرين الأول) والتأكد أنه مصنع حديثًا لموسع العام نفسه.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة