شباب لا يزالون طلابًا.. هدف للتوظيف في شركات الاتصالات السورية
دمشق – ماري العمر
بالدخول إلى مكاتب وأفرع شركتي الاتصالات الخلوية الوحيدتين في سوريا يلحظ الزائر أن القائمين على خدمة العملاء شباب لا تتجاوز أعمارهم سن 22 عامًا، وهم في الغالب طلاب جامعيون، لا يزالون في طور المرحلة الدراسية.
ورغم أن الإعلان عن ذلك التوجه، بالنسبة لشركتي “سيريتل” و”MTN”، لم يُصرّح به بشكل رسمي بعد، بدا إقبال طلاب الجامعات على العمل لديهما واضحًا خلال الآونة الأخيرة، التي تشهد ندرة فرص العمل وتراجع وتيرتها في عموم الأراضي السورية.
من “خدمة الزبائن” إلى عقود ثابتة
ينخرط عدد من طلاب الجامعات في العمل بقسم “خدمة الزبائن” لدى شركتي الاتصالات السورية، على اعتبار أنها توفر لهم فرصة العمل بدوام جزئي، لا يضطرون معه إلى ترك دراستهم.
إقبال الطلاب على هذا العمل يأتي من منطلق المزايا التي تقدمها الشركات لهم، وهي إقامة دورات تدريبية على مهارات التواصل، كون الطلاب سيكونون على اتصال دائم مع العملاء، فضلًا عن دورات تدريبية أخرى تؤهلهم للترفع إلى أقسام أخرى.
وعند زيارة مراسل عنب بلدي مراكز شركة “سيريتل” في دمشق، قالت إحدى الموظفات، التي تحفظت على ذكر اسمها لأسباب أمنية، إن الشركة اعتمدت في الفترة الأخيرة نظام العمل بدوام جزئي، والذي حُدد بـ 80 ساعة شهريًا كحد أدنى.
وأضافت الموظفة أن شروط العمل بدوام جزئي تفرض أن يكون المتقدم طالبًا جامعيًا، وفي سنواته الأخيرة حصرًا، مشيرة إلى أنه في البداية يجري المتقدم اختبارًا على برامج “أوفيس” (وورد- إكسل) بالإضافة إلى أساسيات اللغة الإنكليزية، وعند تخرجه في الجامعة تتم إعادة إجراء المقابلة معه، لتعيينه في القسم المناسب، وعلى هذا الأساس يتم تثبيته بعقد رسمي في الشركة.
مزايا وشروط “مقبولة”
تعتبر شروط التوظيف في شركات الاتصال الخلوية مقبولة بالنسبة للطلاب الجامعيين، وفق ما قالت لمى، طالبة في قسم إدارة الأعمال وموظفة في شركة “سيريتل”، مشيرة إلى أن شروط التوظيف متوفرة لدى معظم الطلاب الجامعيين.
وعن الرواتب، قالت لمى إن الموظف في خدمة الزبائن يتقاضى عن الساعة الواحدة ما يصل إلى 400 ليرة سورية، أي 32 ألف ليرة سورية في الشهر في حال عمل الطالب 80 ساعة كحد أدنى، أي بمعدل ثلاث ساعات في اليوم مع يوم إجازة واحد.
ويعتبر الراتب مقبولًا بالنسبة للرواتب المعتمدة في سوريا، والتي يبلغ متوسطها 40 ألفًا للدوام الكامل، كما أنها تعتبر مناسبة لطالب جامعي لم يتخرج بعد، في حين يحصل الموظف الثابت في شركتي الاتصالات على راتب يبدأ بـ 75 ألف ليرة سورية، للعاملين في قسم خدمة الزبائن، و100 ألف ليرة وما فوق للعاملين ببقية الأقسام.
وقالت لمى لعنب بلدي، “قدمت على الوظيفة لأرفع من مستوى سيرتي الذاتية، ولأتدرب على العمل كوننا نحصل على فرص تدريبية”.
لكن التخوف السائد حول هذا النوع من الوظائف هو استغلال الشركات للموظفين بعد تخرجهم، ومحاولة الهيمنة على خبراتهم، خاصة أن جميعهم سيصبحون خريجين وأصحاب شهادات.
فرص ملغومة في ظل الندرة
يجد الكثير من خريجي الجامعات في سوريا صعوبات عدة في البحث عن فرص عمل، ما يدفعهم إلى القبول بالرواتب التي تمنحها شركة الاتصالات لهم.
ودفعت ندرة فرص العمل الشباب السوريين إلى السفر أو العمل بغير اختصاصاتهم، مع بلوغ نسبة البطالة في سوريا 60%، بحسب دراسة صادرة عن مركز البحوث والأمانة العامة لاتحاد المصارف العربية، عام 2014.
كما أن هجرة رؤوس الأموال ونقل مشاريعهم التجارية إلى الخارج خلّف آلاف الناس العاطلين عن العمل، فيما يسود التفاؤل في مناطق سورية عدة بأن توقف المعارك والاستقرار السائد نسبيًا قد يؤدي إلى انتعاش البلد اقتصاديًا وتشجيع المستثمرين على العمل، خاصة مع ترويج النظام السوري لمشاريع اقتصادية عدة من منطلق “سوريا الحديثة”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :