تحتضن مدينة اسطنبول التركية يوم غد، السبت 27 من تشرين الأول، قمة رباعية تجمع رؤساء دول تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا.
وتأتي القمة في ظل تطورات على الساحة السورية، فمن الناحية العسكرية تنحسر المعارك بين فصائل المعارضة والنظام، ومن الناحية السياسية تسعى الدول المؤثرة لتشكيل لجنة دستورية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، اليوم الجمعة 26 من تشرين الأول، إن من بين القضايا التي سيتم بحثها في القمة، صياغة الحلول القابلة للتطبيق في سوريا، والحفاظ على الاتفاق حول إدلب وطرح الانتهاكات العسكرية التي تتم من قبل النظام السوري.
وأعرب المسؤول التركي عن أمله في أن تضع قمة اسطنبول الرباعية، خارطة طريق لتسوية سياسية في سوريا.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أعلن عن القمة منذ أشهر، وكان من المفترض انعقادها في أيلول الماضي، لكن الوضع في مدينة إدلب حينها حال دون ذلك.
وعلى خلفية ذلك قررت ألمانيا وفرنسا تأجيل القمة حتى التوصل إلى اتفاق حول إدلب، ومنع تدفق موجة جديدة من اللاجئين في حال شن النظام السوري عملية عسكرية على منطقة يقطن فيها نحو ثلاثة ملايين و867 ألف نسمة، بحسب إحصائية “منسقي الاستجابة” في الشمال السوري.
وأضاف كالن “نأمل من هذه القمة، اتخاذ الخطوات وإعلان خارطة الطريق نحو التسوية السياسية في سوريا بشكل واضح، الى جانب تشكيل لجنة صياغة الدستور”.
وأكد أنّ من أولوياتهم في هذه القمة، إيجاد حل حل سياسي وليس عسكريًا في سوريا.
ويعتبر اللقاء الروسي- التركي- الأوروبي الأول من نوعه بين الزعماء الأربعة حول سوريا، وسيحاول كل طرف طرح أولوياته في الملف السوري.
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي التركي، فراس رضوان أوغلو، تنتظر منه تركيا دعمًا أوروبيًا للوقوف أكثر في وجه روسيا في سوريا بالرغم من الاتفاق بينهما في إدلب.
وقال رضوان أوغلو، في حديث سابق لعنب بلدي، إن روسيا تريد بحث عملية إعادة الإعمار في سوريا لأنها غير قادرة على القيام بالعملية لوحدها، إضافة إلى أخذ الموافقة على ذلك من الأطراف المجتمعة، كونها تستطيع قلب الأمور ضدها في سوريا.
وكان آخر لقاء جمع أردوغان وبوتين، الشهر الماضي، في سوتشي، وتمخض عن تلك القمة اتفاق إدلب، الذي يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق النظام والمعارضة في المحافظة، وتجنيبها عملًا عسكريًا.
واللافت في الاجتماعات الأخيرة بشأن سوريا أنها استثنت الحضور الإيراني، بالرغم من أنها دولة أساسية فاعلة في الملف السوري، إذ تعتبر من أكبر داعمي النظام السوري عسكريًا واقتصاديًا.
–