“قد ينتهي الأمر بالبعث الإسلامي أن يكون وجهًا آخر للإخونجي”، هكذا يبرر عضو مجلس الشعب السوري نبيل صالح، مهاجمته لما سماه “حزب البعث العربي الإسلامي”، عبر صفحته في “فيس بوك” اليوم الثلاثاء 24 من تشرين الأول، في حلقة هي الأحدث من سلسلة هجماته الإلكترونية، والتشريعية على قرارات حكومة النظام.
ويبدي صالح استياءه من تحالف المؤسسة الحزبية مع المؤسسة الدينية، مشيرًا إلى ظاهرة جديدة متمثلة برجال الدين الذين يحاضرون بـ”رفاق” حزبيين في شعبة الحزب بطرطوس، بدلاً من إعطاء الدروس الدينية في المساجد.
بالإضافة إلى ظهور “الرفيقة الداعية” في إشارة إلى “القبيسيات”، اللواتي يعطين الدروس الدينية لسيدات هن مسؤولات في الحزب.
ويدعو صالح إلى إنقاذ حزب “البعث” من الأسلمة، وإعادة هيكلته على أسس معاصرة، وإعادة الاعتبار لأحزاب “الجبهة الوطنية التقدمية” التي يصفها بـ “العلمانية” كشركاء في الوطن وليس كتابعين.
رجل السجالات تحت القبة
لا تكاد تخلو أخبار نقاشات أعضاء مجلس الشعب مع الحكومة، من تساؤلات نبيل صالح واتهاماته لها بالفساد تارة، والتقصير تارة أخرى، معتبرًا إياها السبب الرئيس في كل ما يلحق بالمواطن السوري من بؤس.
كانت آخر سجالاته مع وزير الاتصالات، والتي اضطر فيها رئيس مجلس الشعب، حمودة صباغ، لإسكاته بسبب ما اعتبره تشويشًا على مداخلة الوزير، علي الظفير.
وعلق صالح على مناقشة حجب مكالمات الإنترنت، بقوله، “كلما أمطرت السماء فوق أرواح الشعب الظمأى، يسعى أولاد الحكومة لاقتطاع ضرائبهم مما لا يملكونه منها أصلاً، كما هو الحال مع (وزارة الاتصالات) التي تسعى دائمًا إلى زيادة أسعار خدماتها بأضعاف كلفتها، على الرغم من أنها مجرد ناقل، وليست منتجًا للمعرفة التي يطلبها شعبنا عبر الإنترنت”.
ونقل موقع محلي يدعى “صاحبة الجلالة“، عن صالح، تشبيهه لوزارة الاتصالات بـ “الولاة العثمانيين” الذين يبيعون المياه للشعب، على أساس أن الوزارة “تبيع خدماتها المتعثرة للمواطنين بالإكراه”.
وسبق أن قاد صالح حملة برلمانية ضد قانون الأوقاف الجديد الصادر بالمرسوم رقم 16، وكان أول من انتقده معتبرًا إياه “يمنح صلاحيات واسعة لوزارة الأوقاف”، وأدت تلك الحملة إلى تعديل 26 مادة من مشروع القانون.
وكان صالح في شباط الماضي، انتقد أداء رئيس مجلس الشعب، وطريقة عرض وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب لوقائع إحدى جلسات المجلس ، ووصفها بـ “بيان صحفي”.
وأضاف صالح، أن المجلس راكم الكثير من المراسيم التشريعية والقوانين دون وضعها موضع التنفيذ، ما أثار استهجان رئيس المجلس، حمودة صباغ، واعتبر كلام صالح “رأيًا شخصيًا” لا يعكس رأي بقية الشعب، وطلب شطب العبارات التي تمس المجلس من مداخلته.
من هو نبيل صالح
هو قاص من مواليد مدينة جبلة في محافظة اللاذقية عام 1959، وهو عضو في مجلس الشعب عن اللاذقية، يسوقه النظام على أنه محارب للفساد، رغم كونه من أكبر المدافعين عن النظام السوري، منذ ما قبل الثورة، وخاصة ما يسمى “محور المقاومة”.
ويعتبر من المرحبين بالتدخل الروسي والإيراني في سوريا ويعتبره “تعاونًا”، كما كان من المعجبين بعصام زهر الدين ورثاه عبر صفحته في “فيس بوك” ووصفه بـ ”أسد الشمال”.
وكان رد فعل صالح عن الجدل الذي أحدثه فيديو للنائب محمد قبنض، وهو يتحدث بكلمات غير مترابطة، بأن وجود قبنض طبيعي في المجلس، لأنه من أصحاب رؤوس الأموال، وأنه لو كان في أمريكا لأصبح “صهر ترامب”، على حد تعبير صالح.
وكمحصلة لهذه الصفات التي تميز بها صالح وقف ضد أي حل سياسي في إدلب، ودعا إلى دخول “قوات الأسد” إليها، واصفًا سكانها بـ “عائلات السلاجقة”، وهم قوم من غير العرب، وذلك تصحيحًا لـ “خطأ تاريخي” ارتكبه العثمانيون باستجلابهم لتلك العائلات التي بقي ولاؤها لهم، على حد قوله.
وإمعانًا منه في التجييش ضد محافظة إدلب، وصف مناطقها بـ “الجيوب المعادية” داخل الدولة السورية.
واحتفى صالح بما سماه “تحرير القنيطرة” وكتب عبر صفحته في “فيس بوك”، “القنيطرة تتحرر مرة ثانية، الأولى كانت بقيادة الأسد الأب والثانية بقيادة الأسد الابن، مما يثبت أنه الرجل ذاته بجسد متجدد”.
–