عادت تماثيل الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد، إلى ساحات عدد من المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري، بعد أعوام على إزالتها خوفًا من تحطيمها من قبل المتظاهرين.
آخر هذه التماثيل كان في مدينة دير الزور، إذ نشرت صفحات، منها “إذاعة دير الزور الحرة” على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، الثلاثاء 23 من تشرين الأول، صورًا لتمثال حافظ الأسد قالت إنها في دوار السبع بحرات في المدينة.
وتظهر الصور دمار الأبنية خلف التمثال نتيجة المعارك التي شهدتها المدينة، الأمر الذي لاقى استهجانًا من قبل متابعين عبر “فيس بوك” كون حكومة النظام لم تقم بأي خطوة لإعادة إعمار المدينة سوى إعادة تمثال الأسد.
وتعتبر إعادة التمثال رسالة من قبل النظام السوري بإعادة سطوته الأمنية إلى المدينة بعد سيطرته عليها، مطلع تشرين الثاني 2017، وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها.
وكانت حكومة النظام أزالت التمثال من الدوار في تموز 2011، خوفًا من تحطيمه من قبل المتظاهرين السلميين، الذين حطموا تمثال باسل الأسد، الشقيق الأكبر لرئيس النظام الحالي، بشار الأسد، في نيسان 2011.
ولم يكن تمثال دير الزور الأول، إذ أعاد النظام تماثيل الأسد الأب إلى ساحات محافظتي حماة وحمص.
وفي شباط 2017 أسدل الستار عن تمثال حافظ الأسد في المدخل الجنوبي لمدينة حماة، بعد إزالته بأوامر مباشرة من هشام بختيار (المقتول في تفجير “خلية الأزمة”)، عقب مجزرة “أطفال الحرية” في مدينة حماة، في حزيران 2011.
ويعتبر التمثال في حماة من أكبر تماثيل حافظ الأسد في سوريا، وتزامنت إعادته حينها مع الذكرى 35 لمجزرة عام 1982، حين قتل وفقد حوالي 40 ألف حموي في الفترة الممتدة من 2 إلى 28 من شباط، على يد قوات حافظ الأسد وشقيقه رفعت.
أما في مدينة حمص فقد أنهت حكومة النظام، في آب الماضي، ترميم تمثال الأسد الآب الموجود في دوار الرئيس بالمدخل الجنوبي.
وأصيب التمثال بعدة طلقات نارية خلال المعارك التي دارت في المنطقة بين فصائل “الجيش الحر” وقوات الأسد.
وكان التمثال هدفًا للمتظاهرين في بداية المظاهرات السلمية في محاولة لتحطيمه إلا أن قوات الأسد والميليشيات المحلية منعت تقدم أي شخص نحوه، ما دفع فصائل “الجيش الحر” إلى قصفه بقذائف “أر بي جي” بهدف تحطيمه.
ويعتبر معارضون هذه التماثيل رمزًا للطغيان والاستبداد الذي مارسه النظام السوري منذ تسلم الأسد الأب مقاليد الحكم في 1970، حتى الوقت الحالي.
–