بحضور تركي.. أول مؤتمر لإعادة الإعمار في ريف حلب
شهد ريف حلب الشمالي، أمس الثلاثاء، انعقاد أول مؤتمر لإعادة الإعمار أقامته “لجنة إعادة الاستقرار” في مدينة أخترين، بحضور شخصيات تركية من ولاية كلس.
جاء المؤتمر تحت عنوان “إعادة اعمار الشمال السوري بين متطلبات المرحلة والتحديات”، وحضرته المجالس المحلية في ريفي حلب الشمالي والشرقي، وممثلين عن نقابة المهندسين السوريين الحرة وممثلين أتراك.
وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف حلب اليوم، الأربعاء 24 من تشرين الأول، أن المؤتمر استعرض الدور الذي يلعبه ملف إعادة الإعمار في رسم ملامح البلاد من جميع النواحي.
ونقل عن القائمين عليه أنه رسالة سياسية إلى المجتمع الدولي، تهدف إلى تسليط الضوء على مناطق المعارضة وضرورة إعادة الاعمار فيها، وربط ذلك بحتمية الانتقال السياسي، وفق معايير وقرارات الأمم المتحدة.
رئيس “لجنة إعادة الاستقرار”، منذر سلال، قال لعنب بلدي إن الهدف من المؤتمر ينطلق من نقطتين، الأولى كونه رسالة سياسية للدول الصديقة للشعب السوري تدعوهم لعدم البدء بمرحلة إعادة الإعمار، إلا بعد إزالة السبب الذي قامت من أجله الثورة السورية وهدم البلد.
والنقطة الثانية تتعلق بالمخرجات، وأضاف سلال أنها تضمنت التجهيز لتلتك المرحلة، ولإعداد نماذج وإحصائيات يتم التدرب عليها مستقبلًا، “كي نكون جاهزين فيما لو بدأ العمل بإعادة الإعمار بعد الحل السياسي في سوريا”.
ستة محاور
وفي أثناء انعقاد المؤتمر، ركز القائمون عليه على مفهوم الإعمار وظهور المصطلح، وقطاعات إعادة الإعمار، والواقع السوري السياسي والمواقف الدولية من إعادة اعمار سوريا.
إضافةً إلى الواقع بين المتطلبات والتحديات، ومصادر التمويل لإعادة الاعمار (داخلي، خارجي)، وما تم إنجازه وتصور ما يجب إنجازه.
وكانت تركيا بدأت باستثمارات “ضخمة” في ريف حلب الشمالي، آخرها شركة أوصلت الكهرباء إلى مدينة اعزاز، بعد انقطاع دام لسنوات، ويعتبر المشروع الذي نفذته الأكبر من نوعه في المنطقة، استنادًا لحاجة الأهالي في ريف حلب للكهرباء.
ولا يمكن فصل الواقع الاستثماري في ريف حلب عن ملف إعادة الإعمار في سوريا، والذي تحاول تركيا الدخول فيه من بوابة المدن والبلدات التي دمرتها المعارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” على طول حدودها.
وتسعى إلى تثبيت وجودها في المنطقة اقتصاديًا بمشاريع أعلنت عنها رسميًا، وأخرى بدأت تنفيذها شركات خاصة بآليات مختلفة.
وأوضح رئيس مكتب الدراسات والأبحاث في “لجنة إعادة الاستقرار”، عمرو عبد رب النبي، أن المؤتمر جاء نتيجة ورشات ودراسات سابقة قام بها مكتب الدراسات.
وقال لعنب بلدي إنه الحديث في المؤتمر دار عن ظهور مصطلح إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكيفية استخدامه فيما بعد عقب الحرب العالمية الثانية، انتهاءً بمرحلة إعادة الإعمار في سوريا وبدء الحدث عنها منذ قرابة ثلاث سنوات.
وأضاف المسؤول في اللجنة أن النظام السوري يحاول كسب الأمور السياسية للترويج عن نفسه ليعزز شرعيته لهذا الملف، لافتًا إلى أن المعارضة السورية جاهزة لهذه المرحلة وتحاول العمل عليها قدر الإمكان.
ويمر ملف إعادة الإعمار بعدة مراحل بعد الكوارث في البلدان، وتحدث عنها المسؤول وفي مقدمتها التعافي المبكر، والذي يعتمد على ثلاثة عناصر في الشق السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
وأوضح أن تكامل العناصر المذكورة والإحاطة بجميع آثار الحرب ستكون ركيزة لجمع البيانات والإحصائيات، وصولًا للبدء بالمرحلة على الأرض.
من هي لجنة “إعادة الاستقرار”؟
وتأسست اللجنة بقرار من مجلس محافظة حلب “الحرة”، مطلع كانون الأول من عام 2015، وبالتزامن مع عملية “درع الفرات” التي أطلقتها تركيا و”الجيش الحر” في ريف حلب حينها.
وتتكون من عدة مكاتب، هي: الهندسية والتعليمية والقانونية والطبية والقانونية.
إضافة إلى مكتب الدراسات والإعلام، ومن أولويات عملها في المناطق المحررة، المساعدة في إطلاق عمل المجالس المحلية وتفعيلها، أو الإسهام في إعادة تشكيلها في حال لم تكن موجودة، بما يكفل تمثيل جميع الشرائح الاجتماعية والدينية الموجودة.
وبحسب المسؤولين فيها، تهدف في عملها إلى إعداد تقييمات ودراسات حول الحاجات الملحة والإسعافية للمدن والقرى والمراكز السكنية التي تم تحريرها من تنظيم “الدولة” في ريفي حلب الشمالي والشرقي
تعمل لجنة “إعادة الاستقرار” بتعاون وثيق مع الحكومة التركية، ممثلة بوزارة الخارجية، وكذلك مع الجهات المانحة الأخرى.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :