انطلقت أعمال مؤتمر اقتصادي “دافوس الصحراء” اليوم، الثلاثاء 23 من تشرين الأول، الذي تعول عليه السعودية لاستقطاب استثمارات جديدة، بيد أن تداعيات قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول تسببت بانسحاب مسؤولين ورؤساء شركات من المنتدى.
افتتح المؤتمر، الذي يهدف إلى جذب الاستثمارات للمملكة العربية السعودية الساعية إلى تنويع اقتصادها، صباح اليوم، وسط إجراءات أمنية مشددة في فندق “ريتز كارلتون” في العاصمة السعودية الرياض.
وينظم المؤتمر صندوق الثروة السيادي السعودي، حتى الخميس المقبل، ويهدف إلى عرض الفرص الناتجة عن جهود الحكومة السعودية اعتماد اقتصادها على النفط فقط، بالإضافة إلى الإعلان عن عقود بمليارات الدولارات.
هذا المؤتمر ينظمه صندوق الثروة السيادي السعودي، الذي يترأسه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حتى الخميس المقبل، ويهدف إلى عرض الفرص الناتجة عن جهود الحكومة السعودية لوقف اعتماد اقتصاد المملكة على النفط، إضافة إلى الإعلان عن عقود بمليارات الدولارات.
ووفق “فرانس برس”، فمن المتوقع أن يتحدث في اليوم الأول من المنتدى الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمارات الخاصة الروسي كيريل ديميتريف، ورئيس مجلس إدارة المجموعة النفطية الفرنسية (توتال) باتريك بوياني، ومسؤولون سعوديون ورجال أعمال.
ولم يتأكد حضور ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، المنتدى، والذي كان قد شارك في النسخة الأولى منه العام الماضي، قائلًا إنه سيقود السعودية نحو “الانفتاح”.
مقاطعات بالجملة
وأعلنت، أمس الاثنين، المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، تعليق صادرات المعدات العسكرية إلى السعودية، حتى الكشف عن المزيد من المعلومات حول قضية مقتل الصحفي السعودية.
وكانت السعودية اشترت أسلحة من ألمانيا بنحو 417 مليون يورو، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي.
وألغى وزير الخزانة الأمريكي، ستيفين منوشين لافي، الأحد الماضي، مشاركته في مؤتمر الاستثمار، وقال إنه من السابق لأوانه مناقشة فرض عقوبات على السعودية.
وانسحب، مدير عمليات “سوفت بانك” مارسيلو كلاور، من المؤتمر لينضم إلى قائمة مقاطعي المؤتمر.
ومن أبرز المنسحبين، وزير مالية هولندا، فوبكة هويكسترا، ومديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، ورئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم.
ويغيب الروؤساء التنفيذيون لـ “دويتش بنك”، و”جي بي مورغان تشيس” الألمانيتين
ويوجه، فيما يبدو، غياب وجوه اقتصادية عالمية بارزة ضربة لجهود ابن سلمان ومساعي المملكة، التي بنت علاقات وثيقة مع المدراء التنفيذيين في السوق العالمية “وول ستريت”، وهي مساعٍ تعمد إلى حد كبير على البنوك العالمية لتمويل خططها الطموحة.
وآخر هذه الشخصيات التي أعلنت مقاطعتها للمؤتمر، رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء فرنسا “أو دي إف” جان برنار ليفي، وسبقه رئيس مجلس إدارة شركة “سينمز” الألمانية جو كايزر الذي قال (عن قراره) إنه “الأنسب لكنه ليس الأكثر شجاعة”.
وأعلنت مؤسسات إعلامية من بينها “بلومبرغ” و”CNN” و”فايننشال تايمز” انسحابها أيضًا.
وأزال منظمو المنتدى الاقتصادي لائحة المتحدثين من الموقع الإلكتروني الرسمي، وقالت “فرانس برس” إن المنظمين رفضوا التعليق على أعداد الحاضرين.
روسيا تستغل الفرصة
في ظل المقاطعة الأوروبية، لأعمال المؤتمر، قررت روسيا المشاركة بوفد يضم أكثر من ثلاثين من رجال الأعمال ورؤساء الشركات والشخصيات العامة الروسية.
وشجع الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار الروسي كيريل ديميترييف قادة الأعمال الروس في مجالات تشمل البتروكيماويات والماس والبنوك على حضور المؤتمر لاغتنام الفرصة المتاحة.
ويعتبر ديميترييف، اللاعب الأساسي في تعزيز العلاقات الروسية- السعودية.
قضية خاشقجي
قضية خاشقجي هي السبب المباشر للمقاطعة الأوروبية لمؤتمر “الصحراء” السعودي، والتي من المنتظر أن تتوضح تفاصيل جديدة عنها بالتزامن مع افتتاح المؤتمر في الرياض.
وكان وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير قال، الأحد الماضي، أن خاشقجي ضحية عملية قتل، نافيًا الاتهامات لولي العهد محمد بن سلمان بالضلوع خلفها، مؤكدًا على أن الرياض “تجهل مكان وجود الجثة”.
وفي خطابه اليوم أمام “حزب العدالة والتنمية”، رفض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الرواية السعودية بتحميل المخابرات المسؤولية عن مقتل الصحفي السعودي، وطالب بإجراء تحقيق مع 18 مسؤولًا سعوديًا، في اسطنبول التركية.
خاشقجي، الذي اختفى بعد ساعات من دخوله مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول، اعترفت المملكة بوفاته، إلا أنها أرجعت السبب المباشر إلى مشاجرة، وأعلنت تسليم الجثة إلى متعاون محلي بحسب ما وصفت، الأسبوع الماضي، قبل إعلانها عن إلقاء القبض على مسؤولين متهمين بالقضية.
–