عنب بلدي – إدلب
نظم ناشطون في بلدة حاس جنوبي إدلب معرضًا للرسوم والأعمال اليدوية المصنعة من نفايات المنازل والمعامل بعد إعادة تدويرها، في خطوة هي الأولى من نوعها في المحافظة.
ويهدف المعرض الذي أقامته منظمة “الأمين للمساندة الإنسانية” بالاشتراك مع مركز “براعم للتعليم”، في 18 من تشرين الثاني، لعرض أعمال يدوية كمجسمات من صناعة أطفال وسيدات، تمت صناعتها من مخلفات المواد البلاستيكية والكرتونية وغيرها، إلى جانب أعمال القش والقصب التي أنتجتها المشاركات.
محمد الأمين، أحد أعضاء المنظمة، قال لعنب بلدي، “الغاية من هذا المعرض هي تقديم رسومات الأطفال ومنجزاتهم، مما تم تدويره من مخلفات المباني والمشافي والمطاعم وغيرها، والاستفادة منها مرة أخرى كهدايا وتحف بسيطة”.
وعبّر الأطفال من خلال الرسومات والأعمال اليدوية عن مكنوناتهم النفسية الداخلية وما عانوه في أثناء الحرب والقصف الذي شهدوه سابقًا، بحسب الأمين، كما تسهم الأعمال بتنظيف البيئة من بعض النفايات من جهة أخرى.
نورا رحال، مديرة مركز براعم للتعليم، اعتبرت أن “فكرة إعادة التدوير تخفف الضغط عن البيئة المشوهة في ظل الحرب والدمار، من النفايات التي لم يتم ترحليها أو فرزها، وبدأنا بأنفسنا لنكون قدوة للآخرين”.
المشروع هو أحد المشاريع الهادفة لتمكين المرأة، ولا يقتصر على عرض المجسمات والرسوم والعمل على تغيير نفسية الأطفال، وإنما لترسيخ ثقافة تسهم بتقديم دخل مالي لكثير من العائلات.
وتشير مديرة المؤسسة إلى أن المتدربات بدأن ببيع منتوجاتهن من أعمال القصب والقش والمنسوجات وغيرها، ما عاد عليهن بمردود مالي ساعدهن بالاكتفاء الذاتي.
إعادة تدوير النفايات وفوائدها
تفتقر سوريا إلى عملية التدوير وإعادة تصنيع النفايات، لكن بعض الأعمال البسيطة أسهمت بتحويل تلك النفايات إلى فائدة تعود على المواطنين.
وعملت جهات عدة في مناطق سيطرة المعارضة في السنوات السابقة، على إعادة تدوير النفايات بأدوات بسيطة، ودعمت بعض المنظمات المجالس المحلية ببعض الجرارات وحاويات القمامة، من أجل ترحيل النفايات للمكبات خارج التجمعات السكانية وحرقها.
وتبدأ عملية التدوير بفرز النفايات من قبل المواطنين، النايلون والمعادن والبلاستيك كل على حدة، وعندها يمكن أن يستفاد منها ببيع المعادن والورق إلى التجار مباشرة، في حين يتم الاستفادة من فرز الخشب بتحويله إلى نشارة والاستفادة منه في الشتاء.
ومن أبسط أساليب الفرز التي يمكن استخدامها حاليًا في مناطق المعارضة، هي استخدام “قشاط” (حزام) طويل يتم تدويره وتمرير النفايات عليه، ثم فرزها من قبل عمال على جانبيه.
وسادت تساؤلات حول عدم دخول شركات أو مستثمرين من الدول المحاذية لمناطق المعارضة، لكن ذلك يحتاج إلى استقرار وتأمين الطرق التجارية، وهو ما بدأ يتوفر شيئًا فشيئًا مع تراجع حدة المعارك.