“ميزات” للمتخلفين عن الخدمة العسكرية تثير الغضب والسخرية في السويداء

  • 2018/10/21
  • 12:00 ص

عناصر "الدفاع الوطني" في السويداء (فيس بوك)

السويداء – نور نادر

لا تزال قضية التخلف عن الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية عالقة في السويداء، مع تخلف ما يزيد على 40 ألف شاب عن الخدمة العسكرية، فيما يشير أحد ضباط الفرقة الرابعة إلى أن عدد المتخلفين من أبناء السويداء، والذين لا يزالون داخل سوريا، بلغ عشرة آلاف متخلف عن الخدمة الإلزامية وعشرة آلاف متخلف عن الخدمة الاحتياطية.

تلك الإحصائية وردت خلال اجتماع نظمه “حزب البعث العربي الاشتراكي” في المركز الثقافي بالسويداء، في 18 من تشرين الأول الحالي، بحضور ممثلين عن الحزب واللجنة العسكرية المكلفة بتسوية ملف المتخلفين.

الاجتماع نُظم للإبلاغ عن توجيه سيصدر بموجب مرسوم العفو رقم “18”، الصادر مطلع الشهر الحالي، والذي ينهي جميع دعوات الاحتياط السابقة إلى أن تصدر قوائم جديدة تراعي السن والاختصاص، أما بالنسبة للمطلوبين إلزاميًا فعليهم الالتحاق بالخدمة عبر تسجيل أسمائهم بالشعب الحزبية أو الشرطة العسكرية أو القضاء العسكري، على أن يعودوا للخدمة ويمضوا بها مدة مساوية للتي قضاها أبناء دورتهم لحين تسريحهم.

عرض خاص للسويداء “وميزات” غير معلنة

وفد عسكري تابع للفرقة الرابعة من أبناء محافظة السويداء، يترأسه العميد الركن بسام العربيد بتكليف من ماهر الأسد، قدم عرضًا للمطلوبين إلى الخدمة من أبناء السويداء في اجتماع عقده مع أهالي ووجهاء في ريف السويداء الشرقي، في 13 من تشرين الأول الحالي، وأوضح أن المتخلفين عن الخدمة الاحتياطية والشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم الـ 35 سنة من المطلوبين للخدمة الإلزامية، يخدمون ضمن صفوف “الفيلق الأول” في المنطقة الجنوبية، والذي يتألف من أربع فرق عسكرية الثالثة والخامسة والسابعة والتاسعة، تنتشر في دمشق وريف دمشق والقنيطرة ودرعا والسويداء.

وأردف الوفد أن البقية من المطلوبين للخدمة الإلزامية سيحصلون على “ميزات” في حال التحاقهم، كما كان الحال قبل النزاع في سوريا، لكنه لم يفصح عنها بحجة اعتراض بقية المحافظات في حال شعرت بتمييز أبناء السويداء عليهم بتلك “المكرمة”، على حد تعبيره.

وكان الروس التقوا سابقًا “مشايخ العقل” و”رجال الكرامة” لمناقشة وضع شباب السويداء المتخلفين، وعرضوا عليهم الخدمة ضمن نطاق المنطقة الجنوبية المحددة بـ 180 كم، تضم كلًا من درعا والسويداء وجزء من ريف دمشق، وذلك بانضمام الفصائل المحلية إلى “الفيلق الخامس” وفصائل التسوية، ضمن خطة الروس لإخراج الميليشيات الإيرانية من الجنوب وحل مشكلة المتخلفين، بحسب ما قال الناشط شادي عزام في حديث سابق لعنب بلدي.

مخاوف من الانجرار وراء العرض

أحد الشبان المطلوبين للخدمة الإلزامية، طلب عدم كشف اسمه لأسباب أمنية، يقول لعنب بلدي إن العرض ليس جديدًا عليه، إذ حاول النظام سابقًا جر المطلوبين للخدمة بحجة خدمتهم ضمن مناطقهم، وراح ضحية ذلك العرض العديد من الشبان الذين ما لبثوا أن توزعوا في العديد من المناطق الساخنة وزُجوا في الحرب.

وأضاف الشاب أن أحد أقربائه عاد عند أول فرصة سنحت له برشوة الضابط المسؤول عنه والحصول على إجازة ليرفض بعدها العودة، مشيرًا إلى أن التخوفات لا داعي لها، إذ يعلم الجميع ضمنيًا أن الثقة بالنظام “ضرب من الجنون” وإن لم يجاهروا بذلك علنًا، وعليه لن يجد النظام من مجيب لعرضه ذاك، على حد قوله.

وفي استطلاع للرأي أجرته صفحة “السويداء 24” حول العرض، انقسمت الآراء إلى نسبة 59% رفضوا العرض، بينما 41% اعتبروا أن العرض جيد ما دفع بعض الناس إلى الغضب والتخوف من السقوط في فخ زج أبناء السويداء في الحرب، بعد مقاومتهم لذلك في السنوات الماضية.

كما أن بعض المتعصبين للقضايا المحلية علقوا بضرورة عدم ترك السويداء بلا حماية معرضة لهجمات جديدة، وأن النظام يدفع بأبناء السويداء بعيدًا عن حريتهم في الدفاع عن أهلهم في حال تعرضهم لأي هجوم.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع